المطالبة بالانسحاب من هضاب الضفة الغربية نابعة من افتراض خاطئ
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الثلاثاء 12 سبتمبر 2023 - 6:55 م
بتوقيت القاهرة
المطالبة بالانسحاب من هضاب الضفة الغربية نابعة من افتراض خاطئ، مفاده أن اليهود محكوم عليهم بالتحول إلى أقلية فى أراضى الضفة الغربية و«الخط الأخضر». لكن الوقائع توضح أن الدولة اليهودية ليست مهددة بقنبلة ديموغرافية عربية موقوتة، بل تتمتع بطفرة ديموغرافية يهودية. يعتمد الافتراض الخاطئ على أرقام الإدارة المدنية التى تردد من دون تدقيق سليم، وبهدف المحافظة على «هدوء مصطنع» ــ أرقام السلطة الفلسطينية، وتتجاهل المبالغة الرسمية فى عدد العرب فى الضفة الغربية بمقدار 1.6 مليون.
على سبيل المثال، الإدارة المدنية لا تشير إلى أن وثائق المكتب المركزى للإحصاءات ولجنة الانتخابات فى وزارة الداخلية الفلسطينية أحصتا 500 ألف فلسطينى يسكنون فى الخارج منذ أكثر من سنة، ضمن إحصاء السكان الفلسطينيين. وهذا بعكس ما هو متبع فى العالم الذى يستثنى من تعداد السكان فى الوطن المقيمين بالخارج منذ أكثر من عام. بالإضافة إلى ذلك، تتجاهل دائرة الإحصاء الفلسطينية ميزان الهجرة السلبى، والبالغ نحو 390 ألف عربى من الضفة الغربية منذ إحصاء 1997، بحسب دائرة السكان الإسرائيلية المسئولة عن المعابر الدولية.
بالإضافة إلى ذلك، هناك 375 ألف عربى من القدس الشرقية و150 ألف عربى من الضفة الغربية ومن غزة، متأهلون من عرب فى إسرائيل، ويدخلون ضمن التعدادين للسكان. وفى النهاية، يشير تقرير البنك الدولى فى سنة 2006 إلى زيادة مصطنعة تقدر بـ32% فى أرقام الولادات الفلسطينية. كما أن تقارير الوفيات العربية فيها الكثير من النواقص كما برز فى تعداد السكان الفلسطينيين فى سنة 2007، الذى برز فيه مواليد 1845. الوقائع المذكورة أعلاه تشير إلى تضخيم مصطنع بحجم 1.6 مليون عربى، أى أن عدد سكان الضفة الغربية هو 1.4 مليون، وليس 3 ملايين.
وبعكس الفهم السائد، الديموغرافيا العربية تصبح غربية بصورة دراماتيكية. فقد تراجع معدل الخصوبة لدى المرأة العربية فى الستينيات، من 9 ولادات إلى 2.85 ولادات فى «الخط الأخضر» فى سنة 2022 (3.02 فى الضفة الغربية). وهذا التوجه الغربى هو حصيلة النزوح الكثيف من الريف إلى المدينة، بالإضافة إلى تأخر سن الزواج من 15 إلى 24 عاما، وانتشار استخدام وسائل منع الحمل، وتوسع دخول المرأة فى مجال التعليم العالى والعمل وقصر فترة الإنجاب وغير ذلك.
فى المقابل، يتميز السكان اليهود بطفرة فى الولادات، وخصوصا فى القطاع العلمانى، فى مقابل تراجع معتدل فى معدل الخصوبة لدى الحريديم. فى سنة 2022، بلغ عدد الولادات اليهودية 137.566، أى بزيادة 71% عن عدد الولادات فى سنة 1995 (80.400)، بينما بلغ عدد الولادات العربية (43.417)، أى بزيادة 19% فقط (36.500). السكان العرب يتوجهون نحو التقدم فى السن، بينما اليهود نحو الأكثر شبابا.
تتعزز الطفرة الديموغرافية اليهودية أيضا من خلال الزيادة السنوية فى الهجرة وتراجع حركة «النزوح» عن إسرائيل. فى سنة 1990، بلغ عدد النازحين عن إسرائيل 14.200، بينما تراجع فى سنة 2020 إلى 10.800. فى سنة 2023، إسرائيل أمام زيادة محتملة فى عدد المهاجرين، تصل إلى 500 ألف شخص خلال الأعوام الخمسة المقبلة، إذا انتهجت الحكومة سياسة نشطة، ووضعت الهجرة فى رأس أولوياتها.
فى الخلاصة، فى سنة 1897، كان يعيش فى منطقة الضفة الغربية وفى «الخط الأخضر» أقلية يهودية تبلغ 9%، وفى سنة 1947، بلغت 39%، وتحولت إلى أغلبية 69% فى سنة 2022 (7.5 مليون يهودى ومليونا عربى فى داخل «الخط الأخضر» و1.4 مليون عربى فى الضفة الغربية، ومن المتوقع زيادة مستمرة من خلال زيادة نسبة الخصوبة وميزان الهجرة.
الذين يدعون أن هناك قنبلة ديموغرافية موقوتة هم على خطأ كبير، أو أنهم مضللون بشكل فاضح.