إصابة فى جوهر الأهلى!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الإثنين 12 أكتوبر 2015 - 9:45 ص
بتوقيت القاهرة
•• الذين يطالبون برحيل المجلس، لا يدركون أن صاحب هذا الحق الوحيد هى الجمعية العمومية للنادى، وهى التى انتخبت المجلس وكلفته بإدارة النادى، بما يحقق مصالحها.. ثم إن الجمعية العمومية الطارئة ليست بالسهولة التى يظنها هؤلاء الذين يعقدون الاجتماعات بحثا عن مخرج شرعى ومشروع للأزمة. فلابد من آلاف التوقيعات والتوكيلات الرسمية من جانب أعضاء الجمعية العمومية، أو يكون الحل بمجموعة استقالات تفقد هيكل المجلس نصابه القانونى.. لكن تلك الجمعية أيضا هى التى رفضت بصلابة وجسارة مجرد التفكير فى حل مجلس الإدارة وتعيين مجلس جديد قبل عامين..!
•• كان طرح اسم مانويل جوزيه كمرشح لتدريب الفريق قبل إقرار الإتفاق على طاولة المجلس من الأخطاء التى دفعت الأولتراس إلى الظن بحقهم فى الاشتراك فى القرار.. وعلى مدى سنوات كان الأهلى يحتفظ بأسرار تعاقداته ومفاوضاته مع المدربين، إلى أن يعلن عن اختياره فى مؤتمر صحفى عام.
•• لست ضد بيسيرو لمجرد أنه بديل جوزيه ولكنى أظن أن التعاقد معه، أو مع غيره، يعنى مناقشته فى أفكاره وفى التحديات التى تواجهه وفى الصفقات التى تمت، وفى فلسفته الكروية.. فهل حدث ذلك؟ وهل يحدث ذلك فى أى نادى مصرى أو عربى؟
•• لمن لا يعرف جوهر الأهلى.. إليك ما يلى:
•• على مدى تاريخه ظل النادى رمزا للاستقرار والتنظيم والإدارة النموذجية، واعتبر من أنجح المؤسسات المصرية فى عملها، واعتبر أيضا «مجمع الأسرار». وأقر بذلك من واقع تجارب عديدة مع إدارات مختلفة ومتعاقبة، ومن قراءاتى لمدة أربع سنوات لمحاضر مجلس إدارة الأهلى منذ تأسيسه عام 1907 وعلى مدى أكثر من مائة عام.. وقد اهتز الاستقرار ثلاث مرات..
•• فى المرة الأولى أقيل أحمد عبود باشا رئيس الأهلى فى عام 1961 بسبب قوانين يوليو الاشتراكية، وذلك علما بأن عبود باشا من أهم أعمدة البناء فى النادى، ففى زمنه تم بناء حمام السباحة بالجزيرة، واستاد التتش. وفى المرة الثانية، عام 1965 صدر قرار من المشير عبدالحكيم عامر بحل مجلس إدارة النادى برئاسة صلاح الدين الدسوقى وتعيين الفريق أول عبدالمحسن كامل مرتجى رئيسا.. وفى المرة الثالثة عام 1992 قامت الجمعية العمومية للأهلى بسحب الثقة من مجلس الإدارة، وخاصة بعد سلسلة من الاستقالات وانتخاب مجلس جديد برئاسة الكابتن صالح سليم..
•• هكذا.. فى مرتين من الثلاث كانت نتائج كرة القدم وراء حالة عدم الاستقرار التى أصابت النادى وأسفرت عن تغيير فى مجلس إدارته.. لكن هذه المرة نفهم سبب غضب الأولتراس، فهو من أجل مانويل جوزيه صديقهم، وصاحب الشخصية القوية، والقائدة، والكاريزما، والفلسفة الكروية، والثقافة، وهو ما رسخ الظن بأنه يملك مفاتيح أبواب النصر وأسراره.. دائما !
•• لكن ما هو السبب العام لهذا الغضب الذى نراه فى شارع الأهلى؟ هل تراجع نتائج الفريق؟ هل هو للتعاقد مع البرتغالى بيسيرو فى حد ذاته؟ هل هو لأخطاء فى عمليات إدارة نشاط الكرة؟ هل هو غضب لمشاجرات ومشاحنات هزت الفريق وخرجت للجمهور؟ هل هو غضب متعدد الأنواع والألوان، ومنه غضب شخصيات لأنها خرجت من دائرة الاهتمام..؟
•• أظن أن الأهلى أصيب فى جوهره..!