مظاهرات 6 أكتوبر
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
السبت 12 أكتوبر 2019 - 8:15 م
بتوقيت القاهرة
مظاهرات كبيرة شهدتها العاصمة الفرنسية باريس ضد مشروع القانون الجديد حول أخلاقيات الطب والتى تصرح بالبحوث العلمية على الأجنة والتوسع فى ممارسة الإخصاب الاصطناعى فى حالة غياب الأب والأمومة البديلة، ورغم أننا نحن فى الشرق عندنا انطباع أن الغرب متحرر لدرجة الانحلال إلا أن هذه المظاهرات الكبيرة التى جرت فى باريس يوم 6 أكتوبر الماضى شارك فيها أكثر من 600 ألف متظاهر ضد تصرف الحكومة الفرنسية حيال مشروع القانون هذا.
تعليقا على هذه التظاهرة التى نظمها عدد من الجمعيات قال رئيس مجلس أساقفة فرنسا إن المواطنين يتمتعون بالحق فى التظاهر، لافتا إلى أن الأساقفة الفرنسيين شاءوا أن يلفتوا الانتباه حيال خطورة المواضيع المطروحة على طاولة النقاش، من قبل الساعين إلى تبنى قانون جديد يحل مكان قانون الأخلاقيات الإحيائية المعمول به حاليا فى فرنسا.
وقد وجهت التظاهرة بنوع خاص ضد المقترحات المتعلقة بإجراء البحوث العلمية على الأجنة وممارسة الإخصاب الاصطناعى بالنسبة للعائلات التى تفتقر إلى الأب والأمومة البديلة. وقد عبر المتظاهرون عن استيائهم حيال القادة السياسيين معتبرين أنهم لم يأخذوا فى عين الاعتبار رأى المواطنين الفرنسيين، ولذا أطلقت شعارات تقول إن السلطة داست على آراء المواطنين وباتت الديمقراطية عرضة للخطر.
وأكد ممثل الكنيسة أن التظاهر فى الشارع هو طريقة للتعبير عن الرأى السياسى. ولفت إلى أنه بغض النظر عما آلت إليه مظاهرة يوم الأحد وعملية التصويت داخل المجلس التشريعى، لن ينتهى عمل الكنيسة عند هذا الحد، فيما يتعلق بالمسائل البيوأخلاقية (اخلاقيات الطب)، كما أن المواطنين مستمرون فى التشجيع على عيش الحياة البشرية بكل رونقها، وأن المنظمين اعتبروا أنه ليست أى إمكانية أخرى للتعبير عن آرائهم ولإسماع صوتهم.
على الرغم من النداءات الكثيرة التى صدرت فى هذا الاتجاه تواصلت النقاشات السياسية بشأن إعادة النظر فى القانون الحالى، ما ترك انطباعا لدى الرأى العام وتلك الجمعيات بالتحديد، أن الطبقة السياسية لم تأخذ فى عين الاعتبار رغبة المواطنين، لذا شاء هؤلاء أن يرفعوا أصواتهم ويعبروا عن الأسباب الكامنة وراء رفضهم لخطوة تشريعية من هذا النوع.
فمنذ عامين من الحوار تبين أنه ليس هناك إجماع بين المواطنين فيما يخص هذه الأمور والتساهل معها خاصة أن هناك من يطالب بأطفال للأمهات الوحيدات (أى بدون رجل وزوج خارج إطار الزواج الطبيعى بين رجل وامرأة (فتبين أن المجتمع الفرنسى يقاوم بشدة هذه الشطحات العلمية والأخلاقية. وأن هناك نوابا لم يسمع صوتهم حتى اليوم).
قد يتساءل القارئ، لماذا هذا الموضوع فنحن فى مصر والشرق بعيدون عنه، فأجيب لسنا بعيدين بتاتا فهذه الأفكار تصل إلينا بسرعة عن طريق الشبكة العنكبوتية وتسمم فكر شبابنا لذا التحذير واجب خاصة أن الأديان كلها ترفض هذه الممارسات التى إذا أطلقت على حريتها ستكون وخيمة على الإنسانية كلها. نحن نتفهم تماما معاناة الأزواج العاجزين عن إنجاب الأطفال، لكن نؤكد فى الوقت نفسه أن توفير حلول لهذه المشكلة لا يتمثل فى جعل الإنجاب عبارة عن صناعة آلية بعيدة عن القيم الإنسانية والشرع الإلهى.