فى الملعب

غادة عبد العال
غادة عبد العال

آخر تحديث: الخميس 12 نوفمبر 2009 - 9:55 ص بتوقيت القاهرة

 حملة وطنية قام بها زملائى فى الأيام الماضية.. تجهيزات وتحضيرات وإجازات عارضة ووداع بالمناديل البيضاء من زميلاتنا ذوات المشاعر الفياضة المقدرات لحجم التضحية وعظم الجائزة..3
ميكروباصات كاملة استقلها أصحابنا لمحاولة الحصول على تذاكر للمباراة التاريخية ليهم ولينا رغم دعاوى التفرقة العنصرية اللى بتدعو البنات يقعدوا فى البيت لكن إحنا معانا زملاء مناصرين لحقوق المرأة من اللى قلبك يحبهم خاصة فى ظل نصف طن من سندوتشات البسطرمة واللنشون والهمبرجر اللى قدمناها دعما للمجهود الوطنى ومشاركة منا فى المعركة.. زحام وخناق ودموع وإصابات ومفاوضات وسوق سودا ودعاوى من جانبنا إن ربنا ينصرهم على مين يعاديهم ويرجعهم مرفوعين الرأس.. من أجل كرامة الوطن..


من أجل رفعة هامته.. من أجلك أنت.. إذا كان ليك فى الكورة يعنى.. وبعد رجوع جنودنا الأشاوس بـ3 تذاكر فقط لا غير وانهيار الباقين نفسيا بعد ضياع فرصة الوقوف بجوار الوطن فى واحدة من أكثر اللحظات حساسية فى تاريخه، دار الحديث.. ليه الاهتمام ده كله؟..

عشان مصر.. مصر محتاجة لينا ولازم نقف جنبها.. ما أنت ممكن تقف جنبها فى مليون مجال اشمعنى الكورة؟ وتوالت الردود.. الكورة واضحة وصريحة.. من أول دقيقة ممكن الخطة تبان 4ـ2ـ4 أو 4ـ4ـ2.. ماحدش هيعلن سياسة وتلاقيه بينفذ غيرها..

فيه حكم ومراقبين خطوط وحكم رابع ولو حصل خطأ غالبا بيكون فيه عقاب وماحدش عنده حصانة لازم الأول تترفع بتصريح من سيد قراره.. الفيصل هو صفارة الحكم والناس قاعدين فى الملعب وشاهدين ولو حصل أى لعب أو تزوير يبان من غير مراقبة قضائية ولا حبر فسفورى، كله على عينك يا تاجر..

ممكن فى لحظة الكاميرا تيجى عليك والناس كلها تشوفك، شوف إنت عايش بقالك أد إيه وماحدش حاسس بيك ولا شافك من أساسه.. بتقف فى الملعب وتعلى صوتك وتقول اللى يريحك من غير ما تتلفت حواليك ومافيش حد ممكن ياخد صوتك وانت بتشجع ويحسبه للفريق التانى.. بتشوف بعينك الاحتياطى قاعدين ع الدكة، على الأقل أنت مطمن إن فيه احتياطى..

الكورة فى الملعب وكل شىء جايز حتى انتهاء المباراة وسماع صفارة الحكم.. ومافيش نتيجة معروفة مسبقا بنسبة 99.9999% حتى فى ماتشات مصر والبرازيل.. لو مدرب الفريق غلط والجماهير كلها اتفقت على إنه لازم يتحمل المسئولية ويستقيل.. تخيل هيتحمل المسئولية ويستقيل وماحدش هيقول ساعتها إن مافيش بدايل وإن حكمة شحاته مالهاش مثيل.. فى 45 دقيقة ممكن تخرج من هزيمة لنصر ومن انكسار لانتصار ومن إحباط ونكد لسعادة طاغية، بتستنى التغيير بعد 45 دقيقة يافندم مش 28 سنة..

وعشان كل الأسباب دى وبالتأكيد أسباب تانية كتير زمايلى اختاروا إنهم يمارسوا مصريتهم ويقفوا جنب بلدهم ويصرخوا باسمها ويضحكوا ويبكوا ويرفعوا علمها من خلال أكثر وسيلة عادلة لقوها قدامهم فى أكثر الأماكن وطنية من وجهة نظرهم.. فى الملعب.. نسبة الحضور فى ستاد القاهرة أكيد هتقترب من 150% بينما أعلى نسبة مشاركة فى أى لجنة انتخابية لا يمكن تزيد على 24% وللأسف.. الأسباب واضحة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved