«الأهلى والأميرة».. فيلم خالد من روائع الكرة الأفريقية
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 12 نوفمبر 2013 - 7:00 ص
بتوقيت القاهرة
- الفيلم مدته 1260 دقيقة.. شهد صعوبات وعقبات .. وفى النهاية تزوج البطل من البطلة واحتفل المشاهدون.
- أبوتريكة مثل زيدان يداعب الكرة بقدميه ويرسم بهما ويغير اتجاهات جسده بسهولة ويرى الملعب جيدًا مهما تعرض للحصار.
- مركز أحمد فتحى.. شهادة ميلاد مدرب قدير سلح نفسه بالعلم والدراسات فى إنجلترا وألمانيا.
- هذا الحضور الجماهيرى بالنسبة للكرة المصرية مثل الأم التى احتضنت ابنها بعد غياب ثلاث سنوات.
•• «كأنى كنت أجلس فى صالة عرض مظلمة، صامتة، تعرض فيلما عربيا تقليديا يبدأ بقصة حب بين بطل وبطلة، بين فارس وبين فتاة أحلام.. وسرعان ما تظهر عقبات تؤهلك كمشاهد لصعوبة انتهاء القصة بالزواج، وتتصاعد الدراما، بظهور طرف ثالث، هو غالبا رجل شرير يبذل جهدا مضنيا لإفساد العلاقة بين الحبيبين، وتيأس من اقتراب النهاية السعيدة. لكن فى لحظة ما، يقرر رجل ما، لعله المخرج أو المؤلف أو كاتب السيناريو، يقرر حل العقدة حتى يتزوج البطل من البطلة، الفارس من الأميرة، وفجأة تضاء أنوار الصالة وتراها مزدحمة ومكتظة بناس سعيدة تحتفل بتلك النهاية، فقد انتصر بطلها، وكان انتصاره انتصارا لكل متفرج.. يا له من فيلم ممتع، وهو كذلك على الرغم من مشاهدته 8 مرات!!».
•• هكذا كان فيلم الأهلى والأميرة الإفريقية (إنه من روائع الكرة المصرية.. كما كانت أفلام مثل، العظماء السبعة، وذهب مع الريح، الأب الروحى ولورانس العرب، كل شىء عن حواء، من روائع السينما العالمية). كان فيلم الأهلى والأميرة طويلا وصعبا مدته 1260 دقيقة لعب خلالها الفريق 14 مباراة، كانت البداية أمام توسكر الكينى يوم 16 مارس وفاز الأهلى 2/1.. وتخلل الفيلم مصاعب وعقبات واجهت البطل. وأبرزها الخسارة فى 4 أغسطس أمام أورلاندو فى الجونة بثلاثية. ثم التأهل للدور النهائى بشق الأنفس فى 20 أكتوبر، بعد الفوز على القطن الكاميرونى 7/6 بركلات الجزاء الترجيحية.. كانت تلك العثرات موحية بصعوبة زواج الأهلى من الكأس، بجانب أن كرة القدم متوقفة فى مصر منذ ثلاث سنوات، والفريق يخوض مبارياته بدون جماهيره، والنادى يعانى من ضائقة مالية.. لكنها روح الفانلة الحمراء التى صنعت 125 بطولة جيلا ورا جيل يتعلم ويتربى على إرادة الفوز، وعلى البكاء حين يحصل على المركز الثانى..
•• صالة العرض هذه المرة كانت ملعب المقاولون العرب. وقد بذلت اسرة النادى بقيادة المهندس شريف حبيب جهدا كبيرا لإعداد الملعب وفى وقت ضيق لا يتجاوز 8 أيام. وكان قرار السماح للجمهور بالدخول فى السابعة صباحا قرارا حكيما.. وحسب تقديرات المهندس شريف حبيب تراوح عدد الحضور بين 42 و35 ألف متفرج وهو رقم قياسى.. أما الجمهور فكان رائعا فى تشجيعه، ولعله بصوته القوى وأهازيجه، وراء شعور اللاعبين بالضغط فى بداية المباراة.. لكن بصدق شديد، كان هذا الحضور بالنسبة للكرة المصرية مثل شعور الأم التى احتضنت ابنها الغائب ثلاث سنوات بلهفة وحب.. هل يدرك الابن معنى هذا الحب؟!
•• الفريق كله كان من النجوم فى مباراتى الدور النهائى، ولكنى أتوقف أولا عند المدير الفنى محمد يوسف (43 سنة)، فعندما دفع بأحمد فتحى فى وسط الملعب فى مباراة الذهاب أمام أورلاندو أعطى أهم وأكبر إشارة على أنه مدرب قدير. وجود فتحى فى هذا المركز منح الأهلى قدرة هائلة دفاعيا وهجوميا مع المناورة والسرعة والارتداد والانقضاض.. وبجانب خبرات محمد يوسف كلاعب بالأهلى ثم محترفا، ثم العمل مساعدا فى جهاز النادى، حصل على دراسات دولية فى علم التدريب وهو يحمل حاليا الرخصة الأولى من الاتحاد الإفريقى، وسبق له حضور دورة تدريبية قصيرة بالاتحاد الإنجليزى وكانت على نفقته الخاصة، ثم حصل على دورة تدريبية مطولة مدتها 6 أشهر، فى ألمانيا، درس فيها كل علوم التدريب، من علم نفس وأحمال وطب رياضى وكان ذلك فى عام 2009.. وقد دعمه النادى الأهلى فى تلك الدراسة التى رشح لها بواسطة الكابتن محمود الجوهرى رحمه الله..
•• منذ مطلع السبعينيات كان هناك عدد قليل جدا من النجوم يسأل عنهم الجمهور فى التشكيل من اجل مشاهدتهم. وأولهم محمود الخطيب وحسن شحاتة، وحازم إمام أو الثعلب الصغير. ومحمد ابوتريكة. وهؤلاء كنت تحب أن تذهب إليهم الكرة حتى تستمتع بتصرفاتهم فيها. وإذا اعتزل أبوتريكة بعد كأس العالم للأندية فسوف يفتقد الجمهور لمساته الساحرة، وهو فى أدائه يبدو مثل زين الدين زيدان، يرسم بقدميه، ويلعب بهما، ويغير اتجاه جسده بسهولة على الرغم من طول قامته، وهو يركل الكرة بين قدميه كثيرا وكأنها يداعبها فى أصعب اللحظات كما كان يفعل زيدان ..كما أنه يرى الملعب جيدا مهما تعرض للحصار. ولا يقلل الاهتمام بأبوتريكة أبدا التقدير لكل زملائه، لكنها كرة القدم فيها مواهب غير عادية، تتعلق بها القلوب لمهاراتهم ولسلوكهم، وقد أدرك ابوتريكة مبكرا نعمة حب الناس فانحنى لهذا الحب ولم يتعال عليه..
•• حصل شريف إكرامى على دفعه قوية فى المباراتين بتألقه فيهما، وهو كان من أهم عوامل الفوز باللقب. كذلك كان وائل جمعة، وقد كان برادلى محقا حين قال إنه لم يجد ولا يجد بديلا لوائل فى مركزه. أما محمد نجيب فقد أسعدنا تجاوزه لما تعرض له من نقد بعد مباراة غانا.. ويسجل للظهيرين معوض وعبدالفضيل التزامهما التكتيكى، فالتقدم بحساب وبالتناوب، درءا لخطورة لاعبى أورلاندو وأبرزهم بالأرقام التى نكررها كثيرا ( 23 و7و9 ) وبقدر ما كان يوسف ذكيا بالدفع بأحمد فتحى فى الوسط فإن الأهلى كسب فتحى فى هذا المركز، وفتحى نفسه كسب بوجوده فى هذا المركز ..وهو مع حسام عاشور يشكلان حائط صد أمام المنافسين، وكلاهما يكمل عمل الآخر، القوة مع الهدوء، الإبطاء مع الاندفاع، التغطية مع المناورة، الانقضاض مع التراجع. ولا أحد ينكر الدور الذى لعبه عبدالله السعيد، لكن عبدالله عنده أكثر من ذلك، فيما واصل وليد سليمان توطيد مركزه كمهاجم وسط صاحب مهارات مميزة، وأخيرا إلى أحمد عبدالظاهر، وهو رأس حربة قوى كثير الجرى، وهداف، ويعيبه خروجه من الصندوق أكثر مما يبقى داخله.
درجات اللاعبين.
شريف إكرامى (8,5)
سيد معوض (7)
محمد نجيب (8)
وائل جمعة (9)
شريف عبدالفضيل (7)
حسام عاشور (8)
أحمد فتحى (10)
أبوتريكة (9)
عبدالله السعيد (7,5)
وليد سليمان (6)
أحمد عبدالظاهر (7)
شديد قناوى (لم يختبر)
رامى ربيعة (لم يختبر)
عماد متعب (هل اختبر)..!!