صراع السعودية ضد إيران يمكن أن يورط إسرائيل فى حرب بلبنان
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الأحد 12 نوفمبر 2017 - 9:39 م
بتوقيت القاهرة
فى نهاية الأسبوع الماضى، حدثت سلسلة صدمات داخل المملكة وفى الشرق الأوسط، وساهمت فى تصعيد الصراع على النفوذ الإقليمى مع إيران. إن الخطة السعودية الكاملة، فى حال وجودها، لم يُكشف عنها بعد. لكن سلسلة التطورات رفعت مستوى التوتر فى عواصم الدول المجاورة، وولدت موجة من التكهنات بشأن الخطوات القادمة للسعودية.
فى البداية جاء إعلان استقالة «سعد الحريرى» من رئاسة الحكومة اللبنانية. وبررت الاستقالة فى الساعات الأولى بتخوف الحريرى من مؤامرة لاغتياله من جانب حزب الله. لكن بمرور الأيام بدت الاستقالة مفروضة من الرياض، التى لم تكن راضية عن الطريقة التى دُفع بها الحريرى إلى تعاون سياسى مفروض مع حزب الله فى الحكومة. وزعمت مصادر فى الحكومة اللبنانية أن الحريرى محتجز فى الرياض رغما عنه. وبالأمس أمرت السعودية والكويت رعاياهما مغادرة لبنان فورا.
وبعد ساعات ــ على إعلان استقالة الحريرى ـ أعلنت السعودية عن حملة توقيف واسعة شملت أمراء ورجال أعمال بتهم فساد. وفى هذه الأثناء وقعت حادثة جوية غريبة على الحدود الجنوبية للسعودية، كما أطلق المتمردون الحوثيون فى اليمن المدعومون من إيران صاروخا على مطار الرياض فجرى اعتراضه بواسطة صواريخ أمريكية. وردت السعودية على ذلك بفرض حصار برى وبحرى على اليمن.
لكن هذه ليست هى التطورات الوحيدة المرتبطة بالسعودية هذا الأسبوع. فقد غرد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب على تويتر معربا عن تأييده للخطوات التى اتخذها الملك سلمان وولى عهده. وفى إسرائيل، بعثت وزارة الخارجية إلى سفاراتها رسائل مطابقة تماما للتفسير السعودى لاستقالة الحريرى، وحملت فى رسائلها إيران المسئولية الكاملة عن الأزمة فى لبنان.
هل يوجد خط واحد يربط بين جميع هذه النقاط وبين الأزمة التى أثارتها السعودية والإمارات ومصر مع قطر فى الصيف الماضى؟ وهل هذه النقاط مرتبطة أيضا بعملية المصالحة بين السلطة الفلسطينية و«حماس»، التى بدأ تطبيقها الأسبوع الماضى فى غزة بقيادة القاهرة؟ الفهم المقبول من ناحية رجال الاستخبارات والخبراء الأكاديميين إن ما يجرى هو خطوات تهدف إلى ترسيخ نفوذ ولى العهد «محمد بن سلمان» قبل انتقال الحكم إليه من والده.
إن تسلسل الأحداث التى بدأت مع أزمة قطر، يعزز التقدير بأننا حيال تحرك سعودى واسع ــ محاولة طموح لتشكيل نظام إقليمى جديد. جزء منه المصالحة الفلسطينية الداخلية، التى هى بحاجة إلى دعم اقتصادى من السعودية ومن الإمارات. وتستعد المؤسسة الأمنية والسياسية الإسرائيلية لاحتمال معقول بأن تقوم الإدارة الأمريكية بتقديم وثيقة سياسية جديدة إلى إسرائيل والسلطة الفلسطينية، من أجل محاولة تحريك عملية السلام المتوقفة. ومثل هذه الخطوة يمكن أن تكون واشنطن نسقتها مع السعودية.
لكن الطموحات السعودية قد تكون لها نتائج أخرى أيضا. لقد كان عنوان المقال الذى نشره سفير إسرائيل السابق فى واشنطن، دان شابيرو، فى النسخة الإنجليزية من صحيفة «هاآرتس» هو: «هل تدفع السعودية إسرائيل إلى حرب مع حزب الله وإيران؟». يطرح شابيرو احتمال أنه إذا نجح نظام الأسد فى الصمود فى الحرب الأهلية فى سورية، فالسعوديون سيريدون نقل ساحة المعركة مع الإيرانيين من سوريا إلى لبنان، ومعنيون بأن تقوم إسرائيل نيابة عنهم. وبحسب تقدير شابيرو تأمل السعودية التالى: أن تجبر استقالة الحريرى حزب الله على مواجهة الانعكاسات السياسية والاقتصادية فى لبنان، وأن يبادر التنظيم الشيعى إلى خوض مواجهة عسكرية مع إسرائيل من أجل توحيد الجمهور اللبنانى من حوله. وحذر شابيرو من أنه «يجب ألا تسمح إسرائيل للسعودية بأن تجرها إلى مواجهة سابقة لأوانها».
إسرائيل تتصرف حاليا فى الشرق الأوسط ضمن ظروف حساسة للغاية. فنجاح معسكر الأسد فى الحرب الأهلية، والوجود الروسى المتزايد فى سوريا، والنفوذ الكبير لإيران، كل ذلك أوجد وضعا جديدا وغير واضح. ولهذا السبب، فى رأى رئاسة الأركان فى الجيش الإسرائيلى، هناك حاجة إلى تحديد قواعد لعبة تحافظ على حرية التحرك العسكرى لإسرائيل فى الجبهة الشمالية. وهذا على ما يبدو سبب التقارير الكثيرة عن هجمات لسلاح الجو فى سوريا. لكن هذه الظروف تزيد أيضا بصورة دراماتيكية خطر تدهور غير مخطط له نتيجة حادث محدود قد يخرج عن السيطرة. فإذا كانت السعودية فعلا تؤجج النار بين الأطراف عن قصد، فإن الأمر يتحول إلى خطر فعلى.