تجربة بايرن لأحفاد أنديتنا
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 12 ديسمبر 2013 - 7:50 ص
بتوقيت القاهرة
•• لا تؤثر ويجب ألا تؤثر هزيمة بايرن ميونيخ أمام مانشستر سيتى فى دورى أبطال أوروبا على التجربة الفريدة للنادى الألمانى العريق الذى تأسس عام 1900.. ولا تلغى الهزيمة إنجاز بايرن الذى فاز فى 10 مباريات متتالية هذا الموسم.. إنها تجربة فريدة تستحق أن تهتم بها أنديتنا إذا كانت ترغب حقا فى تطوير نفسها مستقبلا، ولو كان هذا المستقبل بعد عشرين عاما..
•• يضم بايرن ميونيخ 225 ألف عضو، وهم يملكون نسبة 82% من النادى، وفى عامى 2002 و2009 باع بايرن ميونيخ نسبة 18% من أسهمه إلى شركتى أديداس وأودى بمبلغ 165 مليون جنيه إسترلينى. ومن حصيلة البيع بدأ عام 2005 فى بناء ملعبه أليانز أرينا، والتكلفة بالتقسيط وتنتهى عام 2018.. وفى هذا الملعب توجد مقصورة النخبة والأثرياء، ومقصورة رجال الأعمال، وتلك تذاكرها مرتفعة. بينما تباع التذاكر الموسمية بأسعار مناسبة، كما يخصص النادى 18 ألف تذكرة من السعة الرسمية للاستاد (71 ألف متفرج) لتباع وقوفا بسعر 7.5 يورو للتذكرة.. إذ يرى النادى أن عليه مسئولية اجتماعية تجاه الشباب وتجاه الفقراء من أنصاره (لم أكن أعرف أن ألمانيا بها فقراء ؟)..
•• رفضت إدارة بايرن ميونيخ العليا والممثلة فى هونيس ورومينيجه وبكينباور بيع أسهم النادى لأجانب من الولايات المتحدة وبعض الدول العربية، وهم يرون أنه من الصعب تكرار تجربة الأندية الإنجليزية والإسبانية، وقد لحقت بها الأندية الإيطالية الآن، فهذا يعنى اعتماد النادى على ثروة فرد وليس شركة كما هو الحال مع تشيلسى الذى يمتلكه الملياردير الروسى إبراموفيتش وكذلك مانشستر سيتى الذى تملكه أبوظبى.
•• نجح بايرن ميونيخ فى بناء فريق قوى بالاهتمام بناشئى النادى، وفاز بخمس بطولات للدورى خلال 10 سنوات، بينما فازت أربعة أندية أخرى بخمس بطولات.. منذ عام 2005 بدأت الأندية الألمانية تفكر فى بيع حقوق البث دوليا، وهو قصور إدارى جعلها تتأخر 20 سنة خلف الأنجليز، مع أن الكرة الالمانية قوية ومثيرة.. وفى هذا السياق قررت إدراة بايرن ميونيخ تعيين مدير دولى وهو يورجى فاكير، وسيفتتح النادى مكتبا له فى نيويورك ثم فى الصين..
•• كان جوارديولا من أهم عمليات تطوير النادى عالميا، فهو مدرب محبوب، ويعد الأشهر بين المدربين، كما أنه مبدع، يعمل بكرة القدم 24 ساعة يوميا.. وكان التعاقد معه جزءا من الترويج للنادى بجانب تطوير أداء الفريق. ففى الكرة الألمانية تجد أربعة أو خمسة لاعبين ينطلقون فى جرى سريع لمسافة 40 مترا فى ثوان ويقتحمون صندوق المنافس، وهذا لا يحدث كثيرا فى الكرة الإسبانية التى تعايش معها جوارديولا.. إلا أنه وجد فى هذا الإيقاع الألمانى ما يغريه على قبول تدريب بايرن ميونيخ..
•• أتمنى أن يفكر «أحفاد أنديتنا» والأجيال القادمة فى تجربة بايرن ميونيخ.. وقد يحدث أن نأخذ بها حين ننجح أولا فى فك الاشتباك بين أهلية الرياضة وبين قبضة الحكومة. وأعرف أن هناك أجيالا مضت ورحلت ولم ندرس تجربة واحدة ولم نتقدم إداريا خطوة واحدة.. فبعد سبع سنوات مازلنا لا نعرف من له حقوق البث، وما هو سعر الشارة التى باتت مثل أسعار الطماطم بلا سعر ثم كيف نتعلم أى شىء ونحن مازلنا نتعامل مع البث المباشر على أنه «بس مباشر»؟!