هل سترشح «حماس» خالد مشعل ضد أبومازن؟


إلكسندر بلاى

آخر تحديث: الأحد 13 يناير 2013 - 8:40 ص بتوقيت القاهرة

إن محاولات الرئيس المصرى محمد مرسى، ممثل الإخوان المسلمين، التقريب بين قادة السلطة الفلسطينية وعلى رأسهم أبومازن، وبين قادة «حماس»، هى خطوة جديدة فى المسعى المصرى الرامى إلى استعادة مصر دورها القيادى، وإلى ترسيخ مكانة النظام الجديد كوسيط فى النزاعات العربية. لكن فى خلفية الأحداث تكمن المصلة المصرية التى بدأت فى الظهور منذ حل «الإخوان» محل حكم الضباط، والتى تقضى بالمساهمة فى الصراع ضد إسرائيل بأى وسيلة ممكنة ودفعها إلى إلغاء اتفاقية السلام مع مصر، وفى الوقت عينه ظهور مصر بمظهر الدولة الساعية للسلام ولتحقيق الاستقرار فى المنطقة، الأمر الذى يضمن استمرار الدعم السياسى والاقتصادى والعسكرى من الولايات المتحدة.

 

وقد ترافقت المساعى المصرية الأخيرة مع سلسلة من الأمور على الصعيد الفلسطينى: تزايد ما يمكن تسميته بالإرهاب «الخفيف» فى يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، وازدياد خيبة الأمل وسط الجمهور الفلسطينى الذى لم يحصل على أى فائدة من الاعتراف الذى منحته إياهم فى الأمم المتحدة، وتفتت قيادة «حماس» الميدانية فى قطاع غزة، وذلك جراء عملية «عمود سحاب». فى الأسابيع الأخيرة شهدت مناطق يهودا والسامرة (الضفة الغربية) ارتفاعا فى أعمال الشغب «الخفيفة» مثل رشق الحجارة، ومحاولات الطعن، والعراك بين الفلسطينيين والمستوطنين، وهذا كله يجرى بموافقة علنية أو ضمنية من السلطة الفلسطينية. ويعزز عدم اتخاذ أى خطوات ضد المخربين الإحساس بأن ما يجرى هو «تصعيد خفيف» ليس عفويا. صحيح أن أبومازن يعارض فى العلن اللجوء إلى العنف، لكنه لا يعارض «انتفاضة شعبية». تشهد مكانة أبومازن تدهورا على الأرض يشبه التدهور الذى تعانيه حركة «فتح» ومنظمة التحرير الفلسطينية، اللتان تفقدان اليوم أهميتيهما فى مقابل «حماس» التى يقود نفوذها يوما بعد يوم، والتى باتت تعتبر فى نظر عرب يهودا والسامرة (الضفة الغربية) بديلا محتملا. وفى ظل هذا الوضع يبدو أن سبب تحفظ أبومازن من نشوب جولة جديدة من العنف هو تخوفه من استغلال «حماس» ذلك من أجل إسقاط السلطة الفلسطينة والاستيلاء على الحكم فى يهودا والسامرة (الضفة الغربية) أيضا.

 

فى اللقاءات التى جرت بين ممثلى الفصائل الفلسطينية فى الأيام الأخيرة فى القاهرة، طالبت منظمة التحرير، كعادتها منذ أعوام، «حماس» بالاعتراف بقرارات قمة الرباط (الذى عقدت فى سنة 1974) والتى اعتبرت منظمة التحرير «الممثل الشرعى الوحيد للشعب الفلسطينى»، كما طالبتها بالقبول باتفاق أوسلو، والتعهد بالتخلى على الكفاح المسلح. بيد أن فرص قبول «حماس» بهذه الشروط معدومة، إذ إن الحركة لم تقبل بهذه الشروط فى الماضى، عندما كانت ضعيفة، فكيف يمكن أن تقبل بها اليوم بعد أن أصبح موقعها أفضل من موقع أخصامها (منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية)، وفى الوقت الذى ما زال أثر صمودها القوى فى عملية «عمود سحابق» ماثلا فى الذاكرة الفلسطينية؟

 

قد تقوم «حماس» باختيار واحد من أمرين فى بداية المفاوضات: انتفاضة مسلحة تستنهض يهودا والسامرة (الضفة الغربية) كلها وتفرض أطرا تنظيمية جديدة، أو ترشيح خالد مشعل لمنصب رئاسة السلطة الفلسطينية ضد أبومازن. حتى الآن، فإن مواقف الزعامات الفلسطينية، سواء فى «فتح» والسلطة الفلسطينية، أم فى «حماس»، ليست مع انتفاضة مسلحة ثالثة. لكن على الرغم من ذلك، فإن دفع إسرائيل إلى الانشغال بمعالجة العنف داخل الأراضى من شأنه أن يصرفها عن الاستعداد لمهاجمة إيران، وسيشكل ذريعة صالحة لتحالف أمر واقع بين «حماس» ومنظمة التحرير الفلسطينية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved