ياقات بيضاء وأخرى زرقاء

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: الإثنين 13 فبراير 2012 - 9:35 ص بتوقيت القاهرة

قد تشكل ساعات العمل الإضافية التى تجبرك عليها مسئولياتك والتزامات عملك عبئا إضافيا يستهلك ساعات راحتك أو نشاطك الاجتماعى والترفيهى.

 

لكن هل حقا قد تتسبب فى مشاعر اكتئابية تلقى ظلا ثقيلا على أيامك؟

 

سؤال أجاب عنه ألفان من العاملين بوظائف مدنية فى فنلندا بعد أن وجهه إليهم معهد صحة النفس المهنية بهلسنكى بغرض استجلاء الأمر بصورة أكثر عمقا INSTITUTE OF OCCUPATIONAL HEALTH IN HELSINKE.

 

 الدراسة الفنلندية سبقتها دراستان من إنجلترا لدراسة عوامل الخطر التى قد تهدد من يعملون لفترات قد تصل إلى إحدى عشرة ساعة بدلا من الثمانى المتعارف عليها.

 

تشير نتائج الدراسات إلى احتمالات قوية للإصابة بمشاعر اكتئابية ومشاعر اضطراب نفسى وقلق قد ينجم عنها أعراض جسدية مختلفة منها الصداع وآلام العظام والصدر وضيق التنفس غير المبرر. إلى جانب رصد أمراض أخرى أكثر خطورة تتعدى مرحلة النفس إلى الجسد مثل أمراض شرايين القلب التاجية والسكر.

 

ترى الدراسات أن من يعمل أكثر من طاقته وقدراته وهو الأمر الذى يتضاعف مع ساعات من العمل إضافية بالقطع ينام أقل ولا يجد وقتا للراحة أو مشاركة الآخرين تفاصيل حياتهم التى تشغل فكره بموضوعات مختلفة تبعده عن نمطية جو العمل وتكرار أحداثه اليومية المتشابهة.

 

تتشابه نتائج تلك الدراسات فى بلاد مختلفة قد تدفعنا للاعتقاد بصحة أن ساعات العمل الإضافية تضيف إلى عمر الإنسان فى أى مكان كان «إذا ما كانت هى القاعدة» عبئا نفسيا قد يتحول إلى مشاعر اكتئابية تعزله أكثر عن أسرته وأصدقائه ومجتمعه الطبيعى خارج العمل.

 

من الطبيعى أيضا أن نذكر تلك الحقيقة فى سياق يختلف من بلد لآخر ومن مجتمع لآخر فى ظل الظروف الاجتماعية والاقتصادية التى تدفع الإنسان للعمل ساعات إضافية.

 

من يعمل ساعات إضافية ليضاعف نجاحاته ويؤكد تفوقه ويحقق طموحاته هل تأتى إجاباته مطابقة لمن يعمل ساعات إضافية ليسد بالكاد متطلبات حياته ونفقات معيشة أسرته؟

 

لا أظن أن إجابات أصحاب الياقات البيضاء تأتى مطابقة أو حتى متشابهة مع إجابة أصحاب الياقات الزرقاء فى تلك الدراسات؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved