ملاعب.. بدون شرطة
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 14 مارس 2012 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
●● الأمن من أهم القضايا المصرية والمصيرية فى الفترة المقبلة كيف يعود، وكيف يساهم فى النهضة الاقتصادية والاجتماعية والرياضية وكيف يعزز فكرة تطبيق القانون؟.. الأمن منهك بالعديد من المهام حتى أنه استأثر بكل المهام، من السجل المدنى والجوازات والجمارك والسياحة والرياضة والتعيين فى المناصب الكبرى، وكان الأمن سابقا وطوال نصف قرن معنيا بحماية النظام، وهو الآن مكلف بحماية المواطن.. أبسط مواطن.
ودور الأمن فى كرة القدم فى سنوات مضت، ساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة فى إفساد علاقة الشرطة بالجموع من الشباب ومن الجماهير.. والعالم الذى سبقنا، يترك للشرطة دورها الأمنى خارج الملاعب.. لكن ما هى الجهة أو الجهات التى تحفظ الأمن داخل الملعب؟
●● أعتقد أن هناك عدة أنظمة مستخدمة فى الخارج، ومنها إسناد مهمة التأمين والتنظيم داخل الملاعب إلى شركات أمن متخصصة، ورجالها مدربون على التعامل مع الخروج عن النظام، وتجرى لهم تدريبات فى مباريات ودية، مع التدريب على مواقف محتملة ومماثلة لحالات الشغب الفردية أو الجماعية، فكيف يوقف مثلا مشجع نزل أرض المعلب، وكيف يمكن السيطرة عليه دون أن يؤذى أو بأسلوب يسىء إليه ويثير الجموع بالمدرجات.. كذلك من الممكن الاستعانة، بجماعات من المتطوعين والمشجعين لحفظ النظام داخل الاستادات.. وتلك واحدة من الأفكار التى تمنيت أن نعكف على دراستها بجدية لتطبيقها ولو بعد عام من أجل مستقبل صناعة كرة القدم، ولا مانع من الاستعانة بالشباب العاشق للعبة، ويكون ذلك كعمل إضافى، شأن كل الأعمال المحترمة.. وفى الحالتين سواء كانت شركات أو جماعات تحفظ النظام داخل الملاعب، فإنه من الضرورى أن يمنحهم القانون الضبطية القضائية، وهذا يستلزم صدور تشريع. وأظن أن الأمر يستحق أن ندرس تجارب الدول الأخرى فى هذا الشأن.. وسوف يكون من أهم الأسئلة ما يلى: من يتطوع أو يقبل تطوعه لأداء هذا العمل المهم، ومن يدفع فاتورة هذا الدور التنظيمى، وإذا كانت الأندية منوطة بذلك فكيف تمول تكلفة هذا العمل.. هل تضاف نسبة على التذكرة ونسبة من عقود البث الفضائى ونسبة من عقود جميع العاملين فى الصناعة (مدربون ولاعبون وإداريون وإعلاميون)؟
●● المفهوم هنا لابد أن يتغير أولا.. وهو أن العدل والقانون هما حصن هذا الوطن فى المستقبل. الأن يتعامل المجتمع مع القانون باستخفاف، ولكن حين يرى الناس القانون يطبق على الجميع، وبعدل، وبلا تثاؤب أو تباطؤ، سوف يبدأ المجتمع مرحلة احترام القانون، ثم مرحلة حب القانون، ثم مرحلة الدفاع عن القانون وتقديس سلطته، ومن يمثل هذه السلطة.. بدون العدل والقانون سننتظر طويلا.. وطويلا جدا حتى تفوز مصر بماتستحقه وبما حرمت منه منذ عقود.
●● هذا يبدو خطوة فى طريق الألف ميل. سيقول البعض: لا تحلم. سيقول البعض الآخر: مستحيل. لكن المستحيل يسكن أحلام العاجز. وعلينا أن ننهض.. فلا تسفه الأفكار، ولا تؤد، ولا تقتل عبر المناقشات التى تزرع اليأس فى أى إصلاح.