هيلارى كلينتون: رئيس أمريكا القادم
محمد المنشاوي
آخر تحديث:
الجمعة 13 مارس 2015 - 9:45 ص
بتوقيت القاهرة
تقف هيلارى كلينتون وحيدة حتى اليوم بين أقرانها الديمقراطيين على رأس مقدمة سباق الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2016. ولا يمنع هيلارى هذه المرة أى شىء كى تصبح أول امرأه حاكمة فى تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية. والتحدى الحقيقى الذى تواجهه هيلارى حاليا ينحصر فى كونها معروفة بشدة عند الناخبين الأمريكيين.
البعض يرى أن كلينتون تأخرت فى دخول البيت الأبيض ثمانى سنوات كاملة بسبب الظهور المفاجئ والمستحيل إيقافه للمرشح الأسود الشاب باراك أوباما فى انتخابات 2008. واليوم ينضم أعضاء بارزون فى إدارة باراك أوباما إلى حملة هيلارى كلينتون.
وعلى الرغم من توالى مسلسل الفضائح والهزات المتكرر لهيلارى كلينتون، إلا أن السيدة القوية تبدو لديها حصانة تاريخية للتعامل مع المحن والشدائد بدون أن يهتز أيمانها بأحقيتها فى المنصب الأعلى والأهم على وجه الأرض والذى لم يشغله أحد من النساء حتى اليوم.
فضائح ممتدة لم تبدأ مع طريقة إدارتها لأزمة بنغازى والتى راح ضحيتها السفير الأمريكى فى ليبيا وآخرون، وفضائح لن تنتهى مع طريقة تعاملها الخطأ مع بريدها الإلكترونى أثناء خدمتها كوزيرة للخارجية فى فترة حكم أوباما الأولى.
***
ولدت هيلارى فى مدينة شيكاغو بولاية إلينوى فى 26 أكتوبر عام 1947. وقضت طفولتها الكلاسيكية فى الخمسينيات بين أسرة من الطبقة المتوسطة من سكان الضواحى. وتتذكر هيلارى تأثير والديها على كل من مسارها وقيمها الراسخة، حيث ترى أن أبيها، عامل النسيج، المؤيد للحزب الجمهورى، غرس فيها الشعور الوطنى والمسئولية تجاه الوطن. فى حين عززت قصص طفولة والدتها الصعبة رغبتها فى الدفاع عن قضايا الأطفال والأسرة. وقد شجعها الاثنان على متابعة أحلامها ومواصلة الطريق الذى تختاره.
فى شبابها واصلت هيلارى دراستها الأكاديمية بجدية، وكانت طالبة متفوقة طوال الوقت. وكانت كثيرة ما تنتخب رئيسة لفصلها. وواصلت اهتمامها السياسى ومساهماتها أثناء دراستها بكلية ويلزلى حيث شاركت بفاعلية شديدة فى إدارة الكلية وتخرجت مع مرتبة الشرف. وفى كلمة ألقتها هيلارى أثناء حفل تخرجها فى الكلية قالت «التحدى الآن هو ممارسة السياسة كفن تحويل ما يبدو مستحيلا إلى ممكن».
ثم واصلت دراستها الجامعية بالالتحاق بجامعة ييل المرموقة لدراسة القانون فى العام 1969، حيث بدأت عملها لحماية حقوق الأطفال والعائلات والدفاع عن حقوق المرأة. وكطالبة فى كلية الحقوق خدمت هيلارى فى مجلس المراجعة والقانون الاجتماعى بالكلية. وفى نفس الكلية التقت هيلارى بيل كلينتون الذى كان زميلا لها آنذاك ثم تزوجها قبل 38 عاما.
***
وبعد تخرجها عملت هيلارى كمحامية فى صندوق الدفاع عن الأطفال، ثم عينت للعمل ضمن فريق تحقيق الاتهام التابع للجنة القضاء بمجلس النواب الأمريكى، وأصبحت واحدة من محاميتين عاملتين بالفريق. وفى ذلك الوقت شاركت هيلارى فى قضية ووترجيت التى تورط فيها الرئيس نيكسون.
وقد عرض عليها العديد من المناصب من قبل مؤسسات قانونية متنوعة ذات نفوذ كبير، لكنها قررت متابعة رفيقها الحبيب بيل كلينتون.
إذ وجدت نفسها تترك حياتها فى واشنطن وتتبع قلبها إلى أركانسس، حيث تزوجت بيل فى العام 1975، وولدت ابنتهما تشيلسى فى العام 1980.
ظلت هيلارى سيدة أركانسس الأولى عندما انتخب بيل كلينتون حاكما للولاية الجنوبية لمدة 12 عاما قبل أن تصل إلى البيت الأبيض فى العام 1992، عندما انتخب بيل كلينتون رئيسا للولايات المتحدة. وكسيدة أولى حظيت هيلارى باحترام كبير لإنجازاتها التعليمية والمهنية ومواصلتها العمل فى مجال الشئون العامة.
وفى ذلك الوقت لعبت هيلارى أدوارها المتعددة كزوجة وأم، ومدافعة عن النساء والأطفال والعائلات، ومحامية. وأثناء الحملة الانتخابية فى العام 1992 قالت هيلارى «حياتنا خليط من الأدوار المختلفة، ويبذل معظمنا قصارى جهده للوصول إلى التوازن السليم، وبالنسبة لى فإن التوازن هو العمل العائلى والخدمة».
***
وبعد انقضاء سنوات البيت الأبيض، انتخب سكان ولاية نيويورك هيلارى لتكون عضوا فى مجلس الشيوخ الأمريكى عام 2002. وواصلت جهودها لإصلاح شئون الأسرة والطفل، كما شاركت فى تطوير الأمن الداخلى لولاية نيويورك ومجتمعات أخرى وقضايا الأمن القومى الأخرى. كما اهتمت هيلارى اهتماما عميقا بحق الناخبين والإصلاح الانتخابى.
وحاربت من أجل توفير المزيد من الرعاية الصحية، والتشجيع على توسيع مجال الأعمال، وحماية الحقوق الدستورية. كما ظلت واعية بحق المرأة فى الاختيار، وبذلت جهودا محمودة لإبقاء عمليات الإجهاض آمنة وقانونية ونادرة. كما ساندت أيضا عملية خفض الضرائب المفروضة على الطبقة المتوسطة، وصوتت لصالح تخفيض الضرائب عن أرباح وحصص رأس المال، وخفض الضرائب عن الدراسة فى الجامعات.
وفى نفس الوقت تواصل دفاعها المستميت فى مجلس الشيوخ عن الأطفال والعائلات، حيث تعمل على دعم برنامج التأمين الصحى للأطفال، وضمان صرف عقاقير الأطفال بطريقة آمنة، ومساعدة المدارس على تحديد المخاطر البيئية. إضافة إلى ذلك مررت هيلارى تشريعا للمساعدة على توفير معلمين ومدراء على أعلى المستويات للمدارس الأمريكية.
***
فى 2007، أعلنت هيلارى عزمها خوض الانتخابات التمهيدية فى الحزب الديمقراطى للترشح لانتخابات الرئاسة، واحتدمت المنافسة بينها وبين باراك أوباما فى الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الديمقراطيين.
وعندما اتضح أن أوباما سيحظى بترشيح الديمقراطيين، قررت كلينتون الانسحاب من السباق وأعلنت مساندة أوباما ضد المرشح الجمهورى جون ماكين.
وبعد فوز أوباما بالرئاسة اختارها وزيرة للخارجية، وخدمت معه حتى نهاية فترة حكمه الأولى عام 2012 وخلال الأعوام القليلة الماضية لم تضع كلينتون وقتها هباء بل استغلت كل فرصة ومناسبة فى جمع الاموال اللازمة والضرورية لإيصالها للمكتب البيضاوى بعد عامين.
اقتباس
البعض يرى أن كلينتون تأخرت فى دخول البيت الأبيض ثمانى سنوات كاملة بسبب الظهور المفاجئ والمستحيل إيقافه للمرشح الأسود الشاب باراك أوباما.