أجواء ترغب فى التغيير فى إسرائيل
من الصحافة الإسرائيلية
آخر تحديث:
الجمعة 13 مارس 2015 - 10:10 ص
بتوقيت القاهرة
عوزى برعام
منذ سنوات عديدة تصدر عن اليسار والوسط الصهيونيين رسائل انهزامية تعكس عدم ثقة حقيقية بقدرتهما على التغيير. أما التيارات الدينية التى ازدادت رسوخا هنا فهى تؤمن بالله لكنها تقف بصورة تلقائية إلى جانب اليمين القومى. وفى عملية «الجرف الصامد» كان الشارع [الإسرائيلى] واقفا على حافة فاشية ــ جديدة.
لفترة طويلة لم يكن البديل، الذى ليس ممثلا بالضرورة فى حزب واحد، يؤمن بقدرته على ممارسة الحكم، وكان يكتفى باصطياد الأصوات من هنا وهناك. لكن يبدو أن الوضع قد تغير، فقد أثبتت انتخابات صورية أجريت فى المدارس والكليات وجود تغير فى التوجه.
وثمة عدد متزايد من الشباب باتوا مستعدين اليوم لأن يديروا ظهرهم لليمين المتشدد الذى يمثله نتنياهو ونفتالى بينت. فى الفترة الأخيرة التقيت شابا من القدس، ابن عائلة من اليمن، كانت لديها علاقة وطيدة بمنظمة الإيتسل [الميليشيا التى تزعمها مناحيم بيجن قبل نشوء دولة إسرائيل وعرفت عربيا باسم عصابة الإرغون]، وقد فاجأنى خلال الحديث معه بإعلانه بكل فخر أنه مع ميرتس وقال: «أنا مع ميرتس، وأصدقائى مع التصويت إلى جانب حركة بديلة غير الليكود».
وحتى عمير بيرتس يزعم أن لديه انطباعا بالاستناد إلى ما يحدث على الأرض، بوجود تغيير فى الرأى العام، ليس هناك تحول شامل، لكن شعار «لا بيبى بعد الآن» قد جرى استيعابه وآخذ فى التسرّب.
عندما عُين مئير داجان رئيسا للموساد فوجئتُ وشعرتُ بخيبة أمل. فقد كان ناشطا فى صفوف الليكود فى انتخابات سنة 2001، وكان يبدو لى رمزا يمينيا صقريا متحمسا. لكن بعد تسع سنوات كاملة قضاها فى منصبه، تحول إلى أكبر مدع عام ضد رئيس الحكومة فى مجالى الأمن والخارجية.
وبرغم مرضه وألمه فهو يصعد إلى المنصة ويحاول تعبئة مواطنى إسرائيل ضد الخط الذى تنتهجه اليوم حكومة نتنياهو.
وهناك أيضا شبتاى شافيط الذى سبق داجان فى رئاسة الموساد. لقد التقيت به أكثر من مرة فى السنوات الأخيرة، وفى معظم المرات كنا نختلف فى مواقفنا. وكان يبدو لى صقريا يمينيا متشددا، لكنه من جهة أخرى رجل متزن.
وعندما يكتب رجل مثله مقالا يدعو إلى تغيير الحكم فإن ذلك يعبر عن تجربته فى الماضى وعن قلقه على المستقبل فى ظل زعامة نتنياهو.
صحيح أن جميع هذه القصص لا تدل على توجه عام، لكن على الرغم من ذلك فمن المحتمل جدا أننا إزاء بروز تحول أمام أنظارنا. صحيح أن الحسابات البسيطة لاتزال تميل إلى نتنياهو ــ يقسم الذين يقومون بتقدير أشكال الائتلاف المحتملة أنه حتى لو انخفض تمثيل الليكود فى الكنيست بصورة كبيرة، فإن الصورة الاقتراعية العامة ستسمح له بالبقاء فى السلطة، لكن على الرغم من ذلك يمكننا أن نكون أكثر تفاؤلا وثقة، فيستحاق هيرتسوج يحظى أكثر فأكثر بالشرعية، ويائير لبيد يظهر قدرة على الصمود، والخوف على مصير ميريتس سيساعدها على عبور نسبة الحسم، واليقظة وسط العرب من مواطنى إسرائيل قبيل الانتخابات ستؤثر على الصورة الاجمالية وستشكل ثقلا مضادا لكل من بينت وباروخ مارزيل. من الصعب تغيير رأى من ينتمى إلى معسكر قليلى الإيمان، من أصحاب التفكير الحتمى الذين يتجاهلون علامات التغيير. ومع ذلك، فإن مثل هذا التغيير ممكن.
يشبّه نتنياهو نفسه بونستون تشرشل. وهذا تشبيه مشكوك بأمره. لكن على الرغم من ذلك يجب أن نتذكر أن تشرشل انهزم فى انتخابات 1945 برغم انتصاره الكبير فى الحرب، لأن الشعب أراد زعامة لديها جدول أعمال مختلف.
فى هذه الانتخابات يبدو أن الناخبين فى إسرائيل يريدون جدول أعمال مختلفا، فهم يريدون حلا لمشكلة المساكن وانهيار الطبقة الوسطى، يريدون أملاَ بدلا من حملة التخويف المستمرة. فهل سيؤدى هذا إلى سلطة مختلفة؟ يجب أن نؤمن بذلك وأن نعمل على تحقيقه.
عضو كنيست سابق
هآرتس
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية