مما يؤسف له أننا أصبحنا نسمع عن فتاوى غريبة وعجيبة فى السنوات الأخيرة من بعض طلبة العلم الجهلة بقواعد الدين وقواعد الفتوى حتى أن البعض حرَّم المشاركة فى الحياة السياسية وفى الانتخابات الرئاسية أو البرلمانية بحجة أن هذه أمور مبتدعة فى الدين ولم يكن لها أساس فى التاريخ الإسلامى. الأغرب من ذلك أن بعض هذه الفتاوى حرمت بعض أنواع الطعام، وبعض وسائل المواصلات، وحرمت عمل المرأة ومشاركتها فى الحياة السياسية.
نحن نقول: من أعطى هؤلاء الجهلة حق الفُتيا التى تثير القلق والنزاع بين أفراد المجتمع؟ وهل وصل هؤلاء الأفراد إلى هذه المرتبة العالية من العلم والفقه حتى يتصدروا للفتوى التى لها اشتراطاتها وقوانينها الشرعية؟.
ومما يؤسف له أنه ظهرت على مدى التاريخ الإسلامى وخاصة فى فترات الضعف والتدهور السياسى من تعارفنا على تسميتهم بشيوخ السلطان الذين يفتون للسلطان أو الحاكم ما يحلو له وحسب المقاس الذى يريده.. وهؤلاء يطلق عليهم تندرًا «بترزية السلطان» وهم الذين يسبحون بحمده ويمتدحونه فى كل وقت وحين فى نفاق واضح طمعًا فى هدية أو «شرهة» من السلطان.
من المضحكات المبكيات فى آنٍ واحد بعض الفتاوى التى صدرت فى السنوات الأخيرة، مثل تحريم مشاهدة التليفزيون وتحريم الأناشيد الإسلامية ورفع الكف عند الدعاء، وغيرها كثير.. لكن السؤال الذى يطرح نفسه لمصلحة من هذا السيل المتواصل من الفتاوى الغريبة؟ وهل وراء هذه الفتاوى جهات تريد زعزعة الأوضاع فى عالمنا العربى والإسلامى؟ خاصة مع ظهور الفتاوى السياسية التى تمجد هذا الزعيم أو ذاك فى حين تصدر فتاوى مناقضة تخون هذا الزعيم وتكفره وتخرجه من الملة والدين.
ولعلنا لم ننسَ بعض الفتاوى التى أجازت الصلح مع إسرائيل وأجازت التجارة معها بحجة أن القرآن الكريم يقول: «فإن جنحوا للسلم فاجنح لها» وتحت ذريعة أن الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) عقد صلحًا مع يهود المدينة المنورة بعد أن هاجر إليها.
خطيرة، ولا يجوز السكوت عليها ويجب أن نتصدى لهذه الفتاوى التى تثير الفتنة والجدل العقيم فى مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
الأيام ــ البحرين
أحمد زمان