حلم فى آفاق العَرَبْفونية
صحافة عربية
آخر تحديث:
السبت 13 أبريل 2024 - 6:15 م
بتوقيت القاهرة
نشرت صحيفة الخليج الإماراتية مقالا للكاتب عبداللطيف الزبيدي، يقول فيه إن الطريق ما زال طويلًا حتى تستعيد اللغة العربية مكانتها ورونقها، فلا أحد يطبق أدوات التعافى والتى منها تبسيط قواعد اللغة فى المناهج.
تعجب الكاتب من قدرة فرنسا على استخدام لغتها كقوة لتعزيز مكانتها فى الجغرافيا الاستراتيجية (هناك عشرات الملايين من الناطقين بالفرنسية فى القارة السمراء مثالًا)، فى حين لغة الدول العربية فى حالة تردٍ، رغم أن علاقات وثيقة تربطهم ببعض.. نعرض من المقال ما يلى: ما رأيك فى الذهاب إلى بعيد مع «كل عام وأنتم بخير»، معرّجين على اللغة العربية بطريقة تُجلى عن القلب الأسى؟ سؤال: هل الفرنسية أعزّ على قلوب سبعة وستين مليون فرنسى، من العربية على قلوب أربعمئة مليون عربى؟ فرنسا لا تنظر إلى لسانها كنحو وصرف وأدب وفكر، بل كقوّة لتعزيز موقعها ومكانتها فى الجغرافيا السياسية والاستراتيجية، لهذا وضعت جانبًا كبيرًا من مقاليد اللغة فى يدى وزارة الخارجية، فهى أدرى بهندسة البنى التحتية التى تقوم عليها الفرنكوفونية.
فرنسا لم تنسَ مستعمراتها، فالفرنكوفونية هى بقايا من بقاياها، لم تنس الجنرال كارتييه الذى كان علّة كيانها فى مقاطعة الكيبيك بكندا، لم تنس البصمات الفرنسية فى فيتنام، أما فى كمبوديا فأشعار الأمير سيهانوك شاهد، لم تنس عشرات الملايين من الناطقين بالفرنسية فى القارة السمراء.
واعجبًا! فأواصر العربية بالدول الإسلامية أعمق وأوثق، وأرقى وأنقى، من علاقات فرنسا بالذين يتكلمون لغتها فى العالم.
فى كل يوم يتلو ألفا مليون مسلم قرآنًا مجيدًا واحدًا، متجهين إلى قبلة واحدة. قد يكون عسيرًا على الذهن تصور استطاعة العالم العربى، وهو على هذه الحال، إعادة الإشراق إلى العربية فى اثنين وثلاثين مليون كم مربع. ما نراه رأى العين، أن لغتنا تتردّى فى الديار العربية ونحن لا نجد إلى علاجها سبيلًا، لا فى تبسيط القواعد فى المناهج، ولا إزاء تدهورها فى الوسائط السمعية البصرية، ولا فى تدنّى مستواها، كتابة وتكلّما، فى وسائل التواصل.
الحلم بعيد، فأمامنا مناجم مفعمة بالمعادن النفيسة، لكننا لا نقدر على استخلاصها، وبحار تعجّ بالأصداف، لكننا لا نقوى على صيد لآلئها.
إدراك حقيقة المشكلة لا يحتاج إلى عبقريات ذات معارف موسوعية، فبكل بساطة: اشتراك مليارى مسلم فى العبادات وقراءة القرآن بالعربية، لا يعنى انتشار لغتنا فى تلك البلدان. بل لا يتسنّى الانتشار حتى لو صار عدد المسلمين مئة مليار، لأن حياة اللغة تحتاج إلى أدوات أخرى وأساليب علاج مختلفة.
كم مرّة كرّرنا: يا قوم، إن أبناء العرب يدرسون لغتهم ستّ عشرة سنةً، من الابتدائية إلى الجامعة، ويتخرجون وأكثريتهم لا يحسنون كتابة صفحة واحدة لا تزيد أخطاؤها على العشرة.
لزوم ما يلزم: النتيجة اليقينيّة: سلال إنتاج الأفكار كثيرة، المشكلة هى أن سلال المهملات أكثر.