آخر العنقود
محمود قاسم
آخر تحديث:
الجمعة 13 يوليه 2018 - 9:55 م
بتوقيت القاهرة
كشفت لنا مشاهدة الأفلام المصرية القديمة على اليوتيوب عن اشياء جميلة فى السينما المصرية، وعن ظواهر بالغة السلبية لعب فيها صناع الأفلام الدور الرئيسى. وكنت قد عزمت النية على الكتابة فقط عن الأفلام المهمة التى كانت ضائعة فى تاريخ السينما بهدف إعادة التعرف على الأفلام بما تستحق، وأيضا كمحاولة لإلقاء اللوم على من سبقونا فى كتابة النقد والتاريخ السينمائى أنهم تصوروا أن السينما عندنا هى القائمة الضيقة التى شاهدوها، ووضعوا أنفسهم فى اطارها، وصوروا لنا أن هذه هى السينما، كما أننى هنا أكتب فى المقام الأول عن الأفلام، فالسينما هى فيلم فى المقام الأول.
فيلم اليوم «آخر العنقود» اخراج زهير بكير. ينتمى إلى الأعمال المتواضعة التى تقل درجاتها عن الأربعين فى المائة، وقد ضاعت نسخته كثيرا فى المخازن، ولكنه يكشف عن الفقر الشديد الذى أصاب المؤلفين طوال تسعين عاما من الكتابة للسينما، فهم يتعاملون مع الكتابة، والقصص باعتبارها ثوبا قديما مصنوعا من أردأ الأقمشة، يقوم الكاتب برتقه، ومحاولة تقديمه فى أحسن أحوال التطريز فى سوق مزدحمة بالمشاهدين، والمشكلة أن كل هذا مسجل فى تاريخنا الفنى دون أن يعرف أحدا الحقائق.
منذ عدة سنوات تألق نجم الممثل محمد هنيدى وتهافت المنتجون لتقديم أفلام يقوم ببطولتها وتحقق أعلى الايرادات، وراح المؤلفون يبحثون عن قصص افلام قديمة يعيدون كتابتها من جديد وهى فى الاساس افلام مجهولة لاقيمة لها، ولا يتذكرها أحد، وقد اكتشفت حتى الآن فيلمين تكررت فيهما هذه الظاهرة، الأول هو فيلم «عسكر فى المعسكر»، لمحمد ياسين الذى هو اعادة كتابة للفيلم القديم «شياطين الجو» اخراج نيازى مصطفى عام 1956، اما فيلم «آخر العنقود» فقد تحول إلى «سور الصين العظيم» لشريف عرفة، والمصيبة أن اثنين من مخرجينا من جيل واحد أخرجا فيلمى هنيدى.
كثيرا ما نقول عند الاقتباس أن الفيلم المصرى يحول الفيلم الاجنبى إلى نص ممسوخ، لكن ربما حدث العكس، فلا شك أن الناس أحبت «سور الصين العظيم» أكثرمن الفيلم الأصلى، المصرى فهو من بطولة ممثلين لهم قيمتهم، وهو العمل الوحيد الدى اجتمع فيه حسن يوسف مع لبلبة وشمس البارودي، وشارك فى البطولة صلاح قابيل، وأسماء عديدة، أما المخرج فقامته السينمائية كما ذكرنا، والفيلم عن صديقين حميمين منذ الطفولة، الأول بالغ الجبن ويخاف من خياله، وعليه أن يتزوج، ويحاول صديقه بث روح الشجاعة فيه بلا فائدة، ويكون الحل الأفضل هو تجنيده، يتعرض لأحداث متعاقبة، ويشارك فى إحدى الحروب التى عرفها الوطن، ويتغلب على جبنه ويصير بالغ الشجاعة ويكسب قلب حبيبته، واحترام الناس من حوله.
لا تعليق