لماذا يا نورا؟
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 13 سبتمبر 2010 - 1:30 م
بتوقيت القاهرة
خبر لا يتعدى السطور الستة نشرته صحفنا المحلية هذا الأسبوع حمل إلى قلبى حزن الدنيا تتبعته فى ظل المتاح من وسائل الإعلام بحثا عن تفاصيل فلم أهتد إلى أكثر من الخبر ذاته: لقيت طفلة (13 سنة) مصرعها منتحرة إثر إلقاء نفسها من الطابق الحادى عشر بمدينة الباجور. تم نقل الجثة إلى المستشفى المركزى. الطفلة تدعى نورا، وكانت تعانى حالة نفسية سيئة لشعورها بالتفرقة فى المعاملة بينها وأخيها، لماذا يا صغيرتى وكل من هم فى عمرك يستعدون لفرحة العيد وبهجة الأيام، اخترت الرحيل عن الدنيا ولم يستوقفك شىء واحد يدفعك للتراجع والتشبث به.
ثلاثة عشر عاما هى عمرك الغض هل حقا كانت كافية لتكسير أجنحتك فاختلط لحمك بأسفلت الطريق وأنت تهوين من حالق بدلا من التحليق فى سماء الأحلام التى يعرفها كل من هم فى عمرك؟!
قدر من الحيرة يدق عظام رأسى بقسوة ترى لماذا أقدمت تلك الطفلة التى لم تتدرب مداركها بعد على ما فى الحياة من تجارب مرة حقيقية على التخلص من حياتها؟
الاحتمال الأول أنها كان مصابة بمرض ما نفسى أو عقلى سطع فجأة إثر صدمة أيا كان حجمها. إذا كان الأمر كذلك فأين غابت تلك المقدمات التى تشير إلى خلل ما فى التوازن والشخصية. كيف لم تستوقف الأم أو الأب أن تلك الطفلة تعانى أمرا غريبا؟ ألم تلاحظ مدرسة فصلها ان بها شيئا من غرابة السلوك أو ردود الأفعال التى تثير الدهشة؟
هل كانت نورا بالفعل طفلة سوية التفكير تصرفاتها توحى بأن عقلها يناسب سلوكها بين صاحباتها فى البيت والمدرسة؟ ألم يثر تصرف ما أقدمت عليه فى أى وقت قلق أمها عليها؟
الاحتمال الثانى أنها لحظة جنون طارئة استبدت بها لم تقدر عواقبها أرادت بها أن تحتج على قدر ظلمها، حينما فضل أبواها أخاها عليها فحاولت لفت نظرهما لقيمة وجودها بغيابها إلى الأبد!
الاحتمالان يشيران إلى غياب العلاقة الإنسانية بين البشر حتى إنها انحسرت بين أفراد الأسرة الواحدة، وليست المجتمع الواحد.
مواد العلاقات الإنسانية بين الإنسان والإنسان غياب الدفء فيها وانتحار الأمان بلا شك تكمل القصة الدامية.