60 دقيقة لأنجولا.. و30 لمنتخب مصر!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
السبت 13 نوفمبر 2021 - 8:15 م
بتوقيت القاهرة
هل الهدف هو نقطة أم فوز وفرض شخصية وثقة وقدرة على مواجهة أى منتخب؟.. هذا هو السؤال يا كيروش..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خطة اللعب خيال ورسم على السبورة.. وحمدى فتحى نجم الشوط الثانى..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفريق فى الشوط الأول لا يضغط ولايملك تنظيمًا دفاعيًا.. ولا يتحرك جماعيًا فى 25 مترًا ويلعب كرات طويلة ضالة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** أداء المنتخب السيئ فى الشوط الأول أمام أنجولا هو نتيجة الأداء الجماعى للفريق قبل أن يكون خطأ تشكيل أو توظيف لاعب فى غير مركزه، أو اختيار كيروش للاعب لأداء دور لا يستطيعه هذا مبدئيا. وأتحدث هنا عن مركز عبدالله السعيد ودوره الذى كان محل نقد للمدرب وللاعب، وهو ما سأتوقف عنده فيما بعد.
** ظهر منتخب مصر بهذا المستوى السيئ فى الشوط الأول بسبب أداء منتخب أنجولا، قبل خطأ التشكيل (عبدالله السعيد فى الوسط) والطريقة (4/3/3). فدائما ما يكون تقييم أداء فريق مصرى يبدأ من التفتيش عن أوجه النقص فى الأداء وفى تشكيل المدرب وقيادته، بدون النظر إلى أداء الفريق المنافس وكيف كان جيدا لدرجة أضعفت فريقنا. وصحيح لم يكن تشكيل كيروش موفقا، ولم يكن تقديره للفريق الأنجولى دقيقا. إلا أن منتخب أنجولا تفوق فى الشوط الأول تماما بما يملكه من مهارات الكرة الجديدة الجماعية، مثل الضغط العالى، والسرعة والحركة والجرى والقوة واللياقة. وكانت النتيجة أن منتخب مصر لم يمتلك الكرة، ولم يجدها فى هذا الشوط.
** من مظاهر خلل أداء المنتخب أن اللاعبين لم يمارسوا الضغط، ولم يستطيعوه، وسمحوا لمنتخب أنجولا ببناء الهجمات من ملعبهم، والمضى بالكرة حتى ملعبنا، وفرضوا سيطرة ميدانية بمعنى الكلمة على 25 مترا يتحركون فيها أمام منطقة الجزاء المصرية، ثم كانت هناك تفاصيل ومواقف صغيرة تكشف نقاط الضعف والخلل فى أداء المنتخب، مثل تسديدة مباشرة ضربت فى صدر الشناوى وردت قبل أن يسيطر عليها، وجاءت التسديدة من مسافة، ودون تدخل من أربعة من لاعبى المنتخب أثناء متابعة اللاعب الأنجولى الذى سدد. ففى ملعبك يجب أن يكون الضغط حتميا واستخلاص الكرة سريعا جدا.
** فرض منتخب أنجولا زيادة عددية فى كل مناطق الملعب وخطوطه وتقاربت المسافات بين لاعبيه، وهو ما منح أى لاعب بالفريق يستحوذ على الكرة عدة اختيارات لتمريرها، بينما عانى منتخب مصر فى تلك المسألة كثيرا، وهو أمر يتعلق بضعف القدرات البدنية على التحرك المستمر.
** هدف هيلدر كوستا فى الدقيقة 26 جاء من كرة عرضية، وسط 7 لاعبين فى موقف الدفاع لمنتخب مصر مقابل 6 مهاجمين من أنجولا، ومع سوء التمركز وعدم الضغط تركت مساحة خالية داخل الصندوق سمحت لكوستا بالتسجيل. وجاء الهدف الثانى من ضربة جزاء، سجل منها مبالا فى الدقيقة 36، وبافتراض أنها غير صحيحة، فإن اللاعب توغل فى منطقة خطرة وشكل تهديدا لمرمى المنتخب.
** تحرك فتوح كجناح، بينما التزم أكرم بالدفاع فى هذا الشوط، وهو ما أفقد المنتخب لاعبا زائدا فى مواقف الهجوم، حسب خطة كيروش، كذلك لعب المنتخب كرات طويلة قديمة، لأنه غير قادر على الخروج بالكرة من منطقته. وهذا يسجل للاعبى المنتخب الأنجولى فهم الذين فرضوا على الفريق عدم القدرة على الخروج بالكرة من ملعبه. بالإضافة إلى النقص العددى للاعبينا فى مواقع الملعب المختلفة فى موقفى الهجوم والدفاع مقابل زيادة عند الفريق الأنجولى.
** عبدالله السعيد ليس مدافعا جيدا ولكنه صانع ألعاب ماهر قادر على نقل الهجمه بتمريرة دقيقة. لكنه طوال الشوط الأول لم يكن قادرا على الاستلام أو امتلاك الوقت للسيطرة على الكرة ثم تمريرها، أمام فريق يضغط دون انتظار أو تثاؤب. وبسبب الضغط الأنجولى، تراجع وسط المنتخب الوطنى والظهيران إلى الخطوط الخلفية، مما نتج عنه مساحة شاسعة بين آخر مدافع + أول لاعب وسط وبين أول مهاجم فكان الهجوم قليل العدد دائما.
** بنى كيروش خطته على أساس انطلاق فتوح وأكرم من الطرفين، والانضمام إلى المهاجمين الثلاثة صلاح ومصطفى محمد ومحمد شريف، مع تقدم الننى والسولية والسعيد من العمق. وهذا يفترض وضع منتخب أنجولا فى وضع دفاعى ضعيف بهجوم ضاغط من 7 أو 8 لاعبين. وكان ذلك خيالا ورسما على السبورة.. فأين أنجولا؟!
** كانت نهاية الشوط الأول مثالية للمنتخب الوطنى بتمريرة صلاح للننى وبهدفه الرائع، من موقف هجومى قادم من العمق. وفى الشوط الثانى لعب حمدى فتحى أحد أبرز نجوم الأسابيع الثلاثة من الدورى، وكان حلا ثانيا لأى زميل يمتلك الكرة ومثل إضافة مهمة لوسط المنتخب، وساهم فى تضييق المساحات أمام أنجولا، ولم تكن التغييرات الأخرى كلها موفقة، مثل الدفع بمروان حمدى الغائب دوليا بدلا من مصطفى محمد، ولا الدفع بأحمد ياسر ريان متأخرا، ولا الدفع بمحمود علاء اضطراريا، ولا الدفع من البداية بعبدالله السعيد بدلا من أفشة الأسرع فى المساحات الضيقة والأكثر خفة. ولم تكن طريقة اللعب 4/3 /3 مناسبة للاختيارات أصلا.
** بعد التعادل بقذيفة أكرم توفيق الذى حرمه الحكم من ضربة جزاء واضحة، بدأ المنتخب «لعبة» ضمان التعادل، وجملة: حققنا الهدف بعد أداء أفضل من للشوط الأول لمدة 30 دقيقة، حيث تراجع الفريق حفاظا على التعادل..هل تحقق حقا؟ هل الهدف هو نقطة أو فوز أم فرض شخصية وثقة وقدرة على مواجهة أى منتخب؟!
** هذا هو السؤال يا كيروش..