صندوق المستقبل
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 14 يناير 2014 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
•• لا يوجد حدث فى مصر اليوم، أهم من الاستفتاء على الدستور، وهو فى حقيقة الأمر سيكون استفتاء شعبيا على 30 يونيو.. وهذا هو الجوهر، فالموقف من الدستور سواء بنعم أو بلا أو بالمقاطعة، هو موقف من يوم 30 يونيو الذى خرج فيه ملايين المصريين من أجل التغيير.. والذين عاشوا هذا اليوم وتحركوا وسط موجات الناس المتوالية فى كل المحافظات يعرفون قدر هذا اليوم ومعناه.. وعندما تبدأ وتنتهى مسيرة أمامك وهى تمضى بلا توقف لمدة ساعة ونصف الساعة فى طريقها إلى ميدان التحرير فإنك لا بد أن تدرك حركة المصريين.. إلى أين؟ ومن أجل ماذا؟
•• لقد كان يوم 19 مارس عام 2011 من الأيام المشهودة فى الحركة السياسية المصرية. إنه يوم بداية الانقسام واللعب على هذا الانقسام.. الدستور أولا أم الانتخابات البرلمانية..؟ يوم رأيته تاريخيا حين شاهدت الناس تقف فى طوابير بالساعات فخورة وفرحة بالمشاركة فى القرار والاختيار لأول مرة منذ سنوات طوال.. وكنت أحد الذين يطالبون بالدستور أولا.. لكننا احترمنا ما ظننا أنه إرادة الشعب فى ذلك الوقت.. احترمنا قرار الشعب وفرحته باسترداد الوطن.. ولم يكن خروجه الجماعى توقيعا بالاستلام وإنما كان توقيعا بتسليمه.. ؟!
•• خروج المصريين اليوم هو استفتاء على 30 يونيو قبل أن يكون استفتاء على الدستور.. نعم قرأت النخبة.. ودرست، وقارنت، وناقشت، واتفقت، واختلفت. لكن لا تظنوا أن هذا حال كل الناس الذين سيخرجون لإبداء رأيهم.. ربما يكون ذلك هو الحال بعدما تستقر مصر سياسيا وتنغمس فى معركة البناء والتعمير والانطلاق.. إلا أن مجرد المشاركة اليوم هو موقف إيجابى.. وموقف له معنى واحد هو الموافقة على التغيير .. وهو تغيير شاركت فيه أطياف الشعب المختلفة، وراجعوا موجات المسيرات وتنوعها.. فلا كانت الجموع «فوتوشوب»، ولا كان الأهل والأصدقاء والرفقاء والزملاء الذين نزلوا أشباحا أو خيالات وأوهاما.. كانوا جميعا بوضوح يمثلون حركة شعب، وثورة شعب.. فقد سئمنا تكرار وشرح وتفسير وتوضيح من امتلك الثورة ومن قام بها منذ يناير 2011.. فى مواجهة جماعات باعت أو حاولت أن تبيع للناس أنها امتلكت الثورة، واحتكرت الوطنية..
•• مصر اليوم على موعد مع صندوق المستقبل.. تحيا مصر الحرة المستقلة القوية.