سقطت الطائرة بخطأ إيرانى ناجم عن «المغامرة الأمركية»!

مواقع عربية
مواقع عربية

آخر تحديث: الثلاثاء 14 يناير 2020 - 9:25 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع درج مقالا للكاتبة باسكال صوما تناولت فيه فشل إيران المتكرر فى تحديد أهدافها ورغبتها فى نفس الوقت امتلاك سلاح نووى تؤكد الأحداث الحالية على فشلها فى استخدامه مستقبلا. ونعرض منه ما يلى.
يبدو أن «خطأ» إسقاط الطائرة الأوكرانية فى إيران، هو الخطأ الأول الذى تعترف به دولة الخمينى والثورة الإسلامية «المجيدة»، 176 راكبا فى طائرة مدنية مسالمة، قتلوا بسبب «خطأ»، اضطرت إيران إلى الاعتراف به، لا لعزة فى النفس أو صدق مفرط فى الشعور بالذنب، بل لأن الأعذار كانت شبه مستحيلة، وتبين بسرعة أن مقتل هؤلاء ليس قضاء وقدرا وليس مصادفة ولا حادث سير فى الجو.
إنه الاعتراف الذى يلى النفى الفورى والمتسرع، فإيران نفت فى وقت سابق ما جاء فى تقارير استخباراتية رجحت أن صاروخا كان وراء إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية بالقرب من العاصمة الإيرانية طهران، لكن يبدو أن الضغوط الكندية والأمريكية، إضافة إلى إصرار أهالى الضحايا على معرفة الحقيقة، لم تسمح بأن تنجو إيران من «خطئها» بلا اعتراف صريح وواضح.
وجاء إسقاط الرحلة رقم PS752 التابعة للخطوط الجوية الأوكرانية الدولية، بعد ساعات من تنفيذ إيران قصف صاروخى على قاعدتين جويتين فى العراق، تستخدمهما القوات الأمريكية هناك، من دون أن يتأذى أمريكى واحد، بل كان الضحايا من العراقيين! إنه خطأ آخر فى تصويب الأهداف.
إذا، نحن نتحدث عن دولة تبحث فى استخدام سلاحها النووى، إلا أنها غير قادرة على تحديد الأهداف وقد ترتكب أخطاء بحجم إسقاط طائرة لأبرياء، والصواريخ الباليستية التى بدل أن تصيب الأمريكيين فى العراق أصابت عراقيين. «خطآن» فى ساعات قليلة، خطآن فى تحديد الأهداف، فكيف ستخرج إيران إلى العالم وتطلب منه ألا يخاف من امتلاك مفاعل نووى، ما دامت تقتل الأبرياء (من طريق الخطأ طبعا)، فيما طريق القدس يعج بقلة سالكيه؟.
ومن «الأخطاء» التى ترتكبها إيران فى زحمة حروبها الكثيرة مثلا، مشاركتها فى الإطاحة بمدنيين وتهجيرهم فى حربى سوريا واليمن وقمع التظاهرات الشعبية فى أكثر من بلد أو على الأقل مباركته.
لكن أخطاء من هذا النوع لا تتحصل على اعتراف بأنها أخطاء حتى بل تحسب على أنها «انتصارات» أو من ضرورات النصر، ففى الهرج والمرج الحاصل فى هذه البلدان، قد تمر الأخطاء مرور شاحنة محملة بالخرق فى زقاق ضيق.
لكن الطائرة الأوكرانية كانت قصة مفضوحة، لا تحتمل التكتم أو تأجيل الاعتراف أو تمييعه أو القفز فوقه، فتلحلح الرئيس الإيرانى حسن روحانى وغرد على «تويتر» قائلا إن إسقاط الجيش الإيرانى طائرة الركاب الأوكرانية «مأساة كبيرة وخطأ لا يغتفر».
كما كتب وزير الخارجية الإيرانى محمد جواد ظريف على «تويتر»: إن تحطم الطائرة الأوكرانية كان نتيجة خطأ بشرى فى وقت أزمة نجمت عن المغامرة الأمريكية.
ولقى كل من كانوا على متن الطائرة وعددهم 176 شخصا حتفهم، وقدم الجيش الإيرانى فى بيانه تعازيه لأسر الضحايا.. الذين قتلهم خطأ. كل خطأ وأنتم بخير.
النص الأصلى: من هنا 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved