(أنا ضد الفالانتين.. مين معايا؟)

غادة عبد العال
غادة عبد العال

آخر تحديث: الأحد 14 فبراير 2010 - 9:36 ص بتوقيت القاهرة

 الفالانتين.. ده عيد من أعياد الغرب المسيحى، واللى يحتفل بيه آثم قلبه، وفاسدة عقيدته (الإسلاميون ضد الفالانتين.. وإحنا معاهم).. الناس بتموت فى القطورات والعبارات والسيول وانتو تقولولى فالانتاين (السوداويون ضد الفالانتين.. واحنا معاهم).. بدل ما تدخل عليا بدبدوب أدخل عليا بأنبوبة بوتاجاز يا سبعى يا بتاع الفالانتين (الستات الواعية ضد الفالانتين.. وإحنا طبعا معاهم)..

بمناسبة هذا اليوم المشهود اللى البلد فيه كلها مدهونة صلصة ومحتلة من قبل قبيلة من الدباديب الأهلاوية وغابة من الزهور المصابة بالحصبة أنا شخصيا مستعدة انضم لأى حزب ضد الفالانتين والاحتفال بيه وأى منظمة انفصالية تدعو لطرده وطرد مريديه من مصر لأبد الآبدين..

أولا.. خلينى أقولكم من وجهة نظرى مين اللى بيحتفلوا بالفالانتين فى مصر.. فيه نوعية «المحتفلين المظبطين».. اللى شايفين إن هدية الفالانتين أسهل طريقة لتظبيط أى بنت ووقوعها فى غرامك فور تلقيها القلب والدبدوب.. وكل ما كان الدبدوب أكبر كل ما كان الوقوع أسرع.. فيه نوع تانى وهو «المحتفلين المتظاهرين».. هو عارف إنها مابتحبوش وهى عارفة إن هو مابيحبهاش لكن بسبب اشتياق الاتنين إنهم يعيشوا دور المتحابين ويسمعوا إليسا وتامر وهم مسخسخين بيخترعوا قصة حب يعيشوا فيها ومن لوازم قصة الحب المختلقة دى.. الاحتفال بالفالانتين.. النوع الثالث هو «المحتفلين المصلحجيين» ودول غالبا المتزوجين.. بيقضوا بهدية الفالانتين مصلحة محددة.. بيشتروا بيها أسبوع من الهدوء الزوجى بدون زن ولا طلبات.. ليلة رومانسية بدون وش من الأولاد واحتمال طبخة حلوة مابتطبخش غير هدية حلوة فى المناسبات..

فيه طبعا المحتفلين بالفالانتين بجد.. (أحمد ومنى) اللى عايشين قصة رومانسية بحق وحقيق.. دول بأه بجد لازم يصعبوا عليك.. هم صحيح بيحتفلوا مع بعض السنة دى لكن مين عالم بعد كده هيكونوا فين.. (منى) غالبا هتتجوز (بيومى) اللى راجع م الخليج بعد 10 سنين كون فيها نفسه وكفته طبت فى سوق العرسان و(أحمد) غالبا هيقعد 10/15 سنة عازب بيدور على شقة أو وظيفة وفى الآخر هيتجوز (فردوس) بنت خالته عشان هى الوحيدة اللى رضيت تقعد معاه فى بيت عيلته ووافقت عليه وهو معدى الأربعين..

الفئة الأخيرة دى فعلا بيصعبوا عليا.. لسه ما شافوش دنيا ولا احتكوا بظروف سودة تقفل الدنيا فى وش أى حد.. لكن لو كانوا بيحسوا بغيرهم من الأول ماكانتش آخرتهم هتبقى كده.. وده جزء من إجابة السؤال المهم.. أنا ليه ضد الفالانتين؟..

بالإضافة لأنى ضد المظاهر الفارغة و الفنجرة الكدابة والاستغلال التجارى للشباب والملايين اللى بتترمى على الأرض فى شكل وردة وقلب ودبدوب فى دولة مديونيتها أد كده وأهلها ليل ونهار بيشتكوا من ارتفاع الأسعار، وبالإضافة لأنى مؤمنة إن اللى بيحب حد بيبان فى تصرفاته معاه مش محتاج هدية وكارت وجليتر عشان تعرف اللى بيحبك من اللى مابيحبكش، بالإضافة لكل ده فأنا عندى الشجاعة الكافية إنى أعترف إنى ضد الفالانتين.. لأنى ماعنديش حد ممكن يجيبلى هدية فى الفالانتين أو يحتفل معايا بيه.. اليوم ده بيبقى عليا وعلى غيرى نكد فى نكد فى نكد.. يبقى ليه ما نحاسبش على أحاسيس بعض ونلغى الاحتفال بالمناسبة السخيفة دى ونكن فى بيوتنا ونحافظ ع القرشين اللى معانا وبلاش نظام الورد والدباديب اللى انتو ماشيين بيهم فى كل حتة دول؟..

يا أصحاب القلوب الرحيمة.. يا محتفلين بالفالانتيان.. يا اخواننا الحبيبة.. لو كل واحد فيكم فعلا لقى نصه التانى.. يحافظ عليه ويحميه م الحسد.. عشان ليكم إخوة فى الوطن..قربوا يفقدوا ــ أو فقدوا بالفعل ــ الأمل فى وجود الحب الحقيقى وبصراحة كده إحنا منفسنين وعينينا وحشة فابعدوا عن الشر وغنوا له.. وسيبكوا من موضوع الفالانتين ده بأه ولموا التعابين..لا 14 فبراير ولا 4 نوفمبر وما تكبروهاش فى دماغنا لانحط عيد الطفولة فى دماغنا كمان.. هانديكم فرصة أخيرة ونعديها السنة دى.. وكل سنة وانتو طيبين.. (القلوب الوحيدة ضد الفالانتين.. وأنا بالتأكيد معاهم).

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved