مؤتمر الأمن.. لا جديد!
صحافة عربية
آخر تحديث:
السبت 14 فبراير 2015 - 8:25 ص
بتوقيت القاهرة
عادل الإبراهيم
عقد فى الكويت قبل عدة أيام مؤتمر الكويت والأمن الإقليمى السادس تحت رعاية كريمة من النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الذى أقامته جامعة الكويت ـ كلية العلوم الاجتماعية بالتعاون مع جامعة درهام البريطانية، ولا شك ان مثل هذه المؤتمرات تثرى النقاش وتبادل وجهات النظر بصورة علمية للواقع السياسى والأمنى للمنطق ومتوقع منها ان تصدر توصيات مهمة قائمة على الدليل العلمى واستشراف المستقبل لسبب واحد هو ان من أعد ونظم المؤتمر صرح علمى وان المحاضرين، كما أن الأوراق المقدمة من أساتذة متخصصين، وكم كانت كلمات معبرة للدكتور وليد مبارك من الجامعة اللبنانية الأمريكية وهو أحد المشاركين، والتى فيها: ان «عنوان المؤتمر مهم لأنه حديث الساعة ونأمل ان تكون توصياته على قدر التحديات الموجودة وتقديم توصيات عملية وليست نظرية».
وخرج المؤتمر وفقا لما نشر، بتوصيات، حسبما جاء على لسان أحد الأستاذة، على قدر كبير من الأهمية والتى تمثلت فى التحذير من الإرهاب الذى يندثر تحت غطاء الإسلام، وضرورة فتح حوار استراتيجى مع إيران حول قضايا الأمن، وكذلك بناء علاقات قوية بين العراق والكويت، وأهمية تنويع مصادر الدخل فى الاقتصاد الكويتى وعدم الاعتماد على دخل وحيد، والاهتمام بعنصر الشباب واعتماد سياسات لتوفير الأمن الغذائى، وضرورة قيام وسائل الإعلام بأنواعها والمؤسسات التعليمية والدينية بنشر ثقافة التسامح فى مواجهة التطرف والإرهاب والطائفية.
وللأسف كانت تلك هى التوصيات التى صدرت، وهى فعلا مخيبة للآمال ولا تعدو كونها عبارات وعناوين رئيسية لكل الأخبار التى فى متناول أيدينا يوميا، وحقيقة الأمر اننا مللنا منها من كثرة ترديدها حيث لا ترتقى إلى كلمة توصيات، والغريب القول انها توصيات على قدر كبير من الأهمية ولنا الحق ان نتساءل: هل يعتقد القائمون على المؤتمر ألا أحد يقرأ ولا يتابع الأحداث الأمنية المحيطة بنا؟ وهل وصل الحد بمؤسسة أكاديمية يشار إليها بالبنان إلى ان تصدر مثل هذه التوصيات العامة التى يعرفها القاصى والداني؟! نعم كان الأجدر ان تصدر تلك التوصيات من دون الإشارة إلى انها على قدر كبير من الأهمية، أى أهمية لتلك التوصيات العامة؟! وهل سيستفيد منها أصحاب القرار وسيتم تطبيقها على الساحة؟!
لا شك ان أى مؤتمر وتوصياته هى انعكاس للقائمين عليه لأن هناك من يتابع مثل تلك المؤتمرات بما تشمله من نقاشات وتوصيات، من هنا فإن الإعداد الجيد واختيار المواضيع المحددة الهادفة الجادة التى تمس الأمن والاقتصاد محط أنظار الكثيرين الذين يتوقعون توصيات على قدر مستوى المشاركين يمكن استثمارها والإشارة إليها فى الاجتماعات الإقليمية والدولية، ولكن ان تكون توصيات عامة ويتم الترويج لها كأنها توصيات مهمة على قدر كبير من الأهمية، فهذا الأمر قد جانبه الصواب، فهل هذه التوصيات فعلا تقدم الحلول السياسية؟ هل هى غائبة عن أصحاب القرار؟! وكل ما نملك قوله ان من الإعداد الجيد أو الأفضل عدم عقد مثل هذه المؤتمرات التى تصرف عليها الدولة مبالغ طائلة من دون فائدة وتخرج بتوصيات عامة تندثر مع انتهاء المؤتمر ولا تعمل لإيجاد الحلول للمواضيع الأمنية والسياسية والاقتصادية، وهو الهدف من إقامة هذه المؤتمرات، فهل يعى القائمون على هل هذه المؤتمرات مستقبلا؟! هذا ما نأمله.