مصر الحرة فى حماية الجيش
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 14 أبريل 2011 - 10:11 ص
بتوقيت القاهرة
●● تحيا مصر الحرة، وعاش المصريون الأحرار. مازالت الانفعالات بالأحداث التى نعيشها تفوق الوصف والخيال.. وفى يوم من الأيام سيرفع أولادنا وأولادهم رءوسهم إلى السماء، ويرون النجوم المضيئة فى ظلمة الليل، كأنها وجوه شهداء النضال من أجل الحرية والكرامة، سيرونها تبتسم فرحا وفخرا بالانتصار، وبأن الدماء التى دفعوها فى أيام الثورة لم تضع هباء.
●● لقد أراد القدر لهذه الثورة أن تنجح. أراد الله للمصريين الحرية، والكرامة، فكلما تذكرت كيف مضى سيناريو الأحداث أدركت ذلك. فعندما ترتفع أمواج الظلام، وعندما تزيد البلطجة والفوضى المنظمة، وترتع الشياطين، كلما ارتفعت تلك الأمواج، تهب فى نفس اللحظات عاصفة الثورة وتنقض عليها وتلتهمها.. حدث هذا فى كل يوم من أيام ثورة يناير.. منذ خرج المصريون ينادون بالحرية، كأنها نقطة ضوء بعيدة فى نفق مظلم، وحتى اجتمعوا بالملايين فى التحرير احتفالا بقدوم الحرية.. فاتحة يديها تحتضن هذا الشعب.. حدث هذا فى كل مرة ألقى فيها الرئيس السابق خطابا، منذ الخطاب الأول وحتى الخطاب الأخير عبر قناة العربية.. هكذا أراد القدر القادر والقدير أن يحرر المصريون من الذل والهوان والأسر.. وأن يحمى ثورتهم من الإجهاض.. ثورتهم على ما لا يصدق، وما لم نكن نتخيله من فساد سياسى ونهب لخيرات الأمة.
●● ولولا حماية الجيش المصرى للثورة، ولولا عقيدته الوطنية الراسخة منذ عشرات السنين، لولا ذلك لعانت الثورة وثوارها.. لعلى أكون متأثرا بالعقيدة الوطنية للجيش المصرى ببعض الأحداث التى عشتها مع جيلنا.. الأول منها هو ثورة يوليو 1952، وزخم حركات التحرير، ومعارك استقلال العرب الأولى ضد الاحتلال والاستعمار (الشعوب العربية الآن تخوض معركة استقلالها الثانية ضد الحكام المستبدين). وقد كانت حركة ضباط التف حولها الشعب بتأييد جارف، فأصبحت ثورة.
أما الحدث الثانى فكان الفترة ما بين حرب 1967، وحرب أكتوبر 1973.. وكانت نحو 7 سنوات من النضال، والقتال.. فكان جيلنا يعيش معارك الاستنزاف البطولية، ويرى أقرباء وأصدقاء يستشهدون، ويسمع قصص أبطال يعبرون خلف خطوط العدو فى سيناء، أو يخوضون معارك الطيران الضارية، فوق سماء مصر دفاعا عنها.. وانتهت تلك المرحلة بعبور قناة السويس، والانتصار فى حرب أكتوبر.. ومن يمضى فى طرق سيناء، ويرى بعينه مقابر شهداء مصر، سيدرك معنى تلك الحرب وثمن الانتصار الذى دفعه جيل المحاربين.. فكما دفع شباب حياته ثمنا للحرية فى ثورة يناير، دفع شباب مصرى أيضا حياته ثمنا لتحرير الأرض فى حرب أكتوبر.. إن تلك العقيدة الوطنية للجيش هى حصن مصر وحصن كل مصرى.