صراع التيارات والمرأة
صحافة عربية
آخر تحديث:
الخميس 14 أبريل 2016 - 10:00 م
بتوقيت القاهرة
صراع التيارات لدينا يتخذ من موضوع عمل المرأة قنبلة يشعل فتيلها كل تيار ويرميها فى ملعب التيار الآخر. فالتيار السرورى يكرر عبارته الشهيرة وهو يوجهها للتيار الليبرالى ــ مع تحفظى على التصنيف لكنه الدارج ــ فيقول: أنتم لا تريدون حرية المرأة بل تريدون حرية الوصول إليها، والليبراليون بدورهم يناضلون من أجل أن تحصل المرأة على حقوقها، لكنهم يتورطون مع خطاب النسويات المتشنج، وهن يطالبن بالمساواة بين الجنسين. فيتحول الحديث إلى مماحكات فارغة وتحد وخربشات لفظية وخربشات بالأظافر أحيانا.
أحيانا يبدو أن الليبراليين السعوديين قد خصصوا مشاركاتهم وسخروا أقلامهم وأفكارهم لمواضيع تمكين المرأة وعمل المرأة، والمناداة بشعارات مستهلكة من قبيل: فى الماضى كان الرجل يعول أسرته، أما اليوم فلتحسين دخل الأسرة على المرأة أن تخرج للعمل، لتأمن من الفقر والجوع.. إلخ.
تقول نانسى فريجير فى مقالها: كيف أصبحت النسوية تخدم الرأسمالية: (إحدى المساهمات كانت نقدنا لـ«دخل الأسرة»: أى نموذج الأسرة التى يكون فيها الذكر معيلاً للأسرة والأنثى هى ربة المنزل، والذى كان نقطة مركزية فى الرأسمالية، التى تنظمها الدولة. نقد النسوية لهذا النموذج ساهم فى شرعنة «الرأسمالية المرنة». هذا الشكل من أشكال الرأسمالية كان يعتمد بشكل كبير على النساء كأيد عاملة خاصة الأعمال ذات الأجرة المنخفضة فى مجال الخدمة والصناعات).
فهل هذا يعنى أن رؤانا المحلية سواء الليبرالية أو النسوية تصب فى خدمة الرأسمالية التى تسعى لتوظيف المرأة بأجر منخفض لتوفير يد عاملة رخيصة ومدربة.
فتحصل النساء على عمل بأجر منخفض دون طموح أو ترقية ومثالنا المحلى الشهير: الهوجة العارمة التى اجتاحت الصحف والتلفزة ومنابر المساجد، وهم يتصارعون حول قرار عمل المرأة كاشيرة أو بائعة فى محلات الملابس.
ما زالت الحرب الباردة تدور، وصراع التيارات الذى عايشناه جميعا بمناسبة هذا القرار ما زال قائما.
لا أجد حرجا على زميلاتى النسويات السعوديات لتعصبهن الأعمى لمثل هذه القضايا. لكنى كل مرة أعتب على الليبرالية لأنه ينتظر منهم توسيع نضالهم لضمان العدالة للجنسين، فأنا لا أفهم كيف يمكنهم العمل على بناء مجتمع ديمقراطى قائم على المساواة والمشاركة المجتمعية للجميع ثم يختارون المشاركة فى بناء سوق حرة من أجل مجتمع رأسمالى!