مباراة نافست دراما رمضان..
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 14 أبريل 2021 - 7:05 م
بتوقيت القاهرة
** بكى نيمار بشدة عندما خسر باريس سان جيرمان المباراة النهائية لدورى أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ فى العام الماضى. وكان واردا أن يبكى مرة أخرى، ولسبب آخر، وهو سوء حظه فيما صنعه من تهديد لمرمى نوير حارس الفريق البافارى العملاق.. عندما تصدى القائم لكرة سددها وعندما تصدت العارضة لفرصة تهديف أخرى، وهذا بجانب مرور الكرة من أمام أظافر قدميه حين مررها له أنخيل دى ماريا.. والعملاق هنا وصف عائد على الحارس وعلى الفريق الذى سيطر وحاول وفاز بهدف لكنه لم يكن كافيا لتخطى زهرة باريس.
** المباراة كانت من المباريات الكبيرة. حافلة بالصراع الجماعى بين الفريقين، وحافلة بالمهارات الفردية أيضا لاسيما نيمار ودى ماريا وكيليان مبابى. ولم تكن المباراة مجرد حلقة من حلقات دراما كرة القدم فحسب وإنما كانت ملحمة فى كرة القدم. والملحمة هى قصة شعرية طويلة مليئة بالأحداث، وتروى حكايات شعب من الشعوب وهى حكاية بطولية عن حركة جماعات أو حركة الشعوب أوحركة هكذا كانت مباراة بايرن ميونيخ وباريس سان جيرمان.
** الفريق الباريسى بإقصائه حامل اللقب يطمع فى التتويج، والفوز بحلمه الكبير منذ سنوات. إلا أن طريقه لن يكون سهلا فى مواجهة فرق أخرى حالمة بالبطولة مثل مانشستر سيتى أو بروسيا دروتموند، خاصة أنه مهما قدم باريس سان جيرمان من مباريات رائعة كما حدث أمام بايرن ميونيخ ذهابا وعودة، يظل الفريق الباريسى محل تصور أنه سهل المنال، يمكن هزيمته فى أى وقت، وصحيح أنه خسر هذه الإياب أمام هدف من إريك مكسيم تشوبو موتينج لكن باريس سان جيرمان خرج منتصرًا من مبارزة مثيرة للغاية وقوية للغاية بفضل الأهداف الثلاثة التى سجلها خارج أرضه فى مباراة الذهاب وهو ما يشير إلى مستقبل مبشر للفريق.
** شهدت مباراة العودة مبارزة فى التألق بين حارسى المرمى نافاس ونوير. وكلاهما تدخل ببراعة وتصدى لأهداف محققة أو لفرص تهديف مؤكدة. خاصة أن المباراة كانت حافلة بتلك الفرص من جانب الفريقين. وربما لو كان ليفاندوفسكى مشاركا مع البايرن لتغيرت النتيجة، باعتبار أنه أفضل لاعب مهاجم فى العالم وأوروبا فيما يعلق بقدرته على التهديف من أنصاف الفرص وأقلها. لكن فى الوقت نفسه افتقد باريس سان جيرمان أيضًا لاعبين مهمين، بما فى ذلك قائدهم، ماركينيوس، إلا أن الفريق لعب بروح قوية وانضباط وحمل تهديدًا مستمرا بالهجوم المضاد وسرعة ثلاثى المقدمة، التى قدمها نيمار وكيليان مبابى وأنخيل دى ماريا.
** احتاج بايرن ميونيخ إلى هدف ثانٍ لكنه كان يعرف أن نيمار ومبابى يمكن أن يشنا هجوما مضادا فى لمح البصر. لذلك كان التشويق آسرًا، وكان مستوى المهارة ساميًا فى بعض الأحيان، سواء المهارة الجماعية لبايرن ميونيخ الذى مارس الضغط العالى بخمسة لاعبين على حافة منطقة جزاء باريس سان جيرمان وفعل ذلك فى معظم أوقات اللقاء، أو سواء بالمهارات الفردية العالية لنيمار ودى ماريا ومبابى.
** كنا أمام مباراة نافست دراما رمضان الشهية. دراما كتمت الأنفاس وشدت الأنظار، شأن كل دراما قوية يتخاصم فيها طرفان على نفس القدر من القوة.
ويبقى السؤال عن موقف هانزى فليك وعلاقته بالفريق.. فهل يستمر أم يقبل العمل مديرا فنيا للمانشافت خاصة أنه من الصعب تكرار إنجاز الفوز بستة ألقاب فى موسم واحد؟
** فى مقابلة تليفزيونية بعد مباراة باريس أعطى فليك إشارة إلى أنه يرغب فى تكرار تجربة العمل مع المنتخب والتى خاضها كمساعد للوف المدير الفنى الذى سيرحل بعد كأس الأمم الأوروبية.