اليوم العالمى للتمريض: سيدة الرحمة.. والصباح
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 14 مايو 2021 - 9:55 م
بتوقيت القاهرة
يحتفل العالم فى الثانى عشر من مايو كل عام باليوم العالمى للتمريض. تلك المهنة الرائعة التى يُجمع العالم على تسمية العاملين بها ملائكة الرحمة، والتى ترتبط فى الأذهان بذلك القدر الفريد من الرعاية النفسية المكمل للرعاية الطبية التى يقدمها الطبيب إلى جانب الرعاية الدقيقة التى توالى بها الممرضة مريضها، فهى الأقرب دائما إليه، تناوله الدواء باستمرار، وتتابع تطور حالته، وترصد أحواله وتسجلها بدقة، الأمر الذى معه يمكن التدخل دائما فى الوقت الملائم الذى معه ينتصر العلاج لإرادة الحياة، فينسحب الخطر ويشفى المريض.
يرتبط اسم مهنة التمريض باسم سيدة وهبها الله قلبا من نور «فلورانس نايتنجيل» البريطانية الجنسية والتى ولدت فى فلورنسا الإيطالية عام ١٨٢٠ وعرفت باسم «سيدة الصباح»، حيث كانت تخرج ليلا لتفقد المرضى والجرحى من الجنود أثناء الحرب العالمية الأولى.
كانت أعمالها الخيرية وحبها لمساعدة المرضى وسعيها لتأكيد أفكارها هى البذور التى نثرتها فى أرض الرحمة الواسعة لتزهر وتثمر تفاصيل مهنة التمريض التى عرفها العالم. كانت أول من وضع قواعد التمريض الحديث وحدد ووصف مستويات الخدمة التمريضية والإدارية، كما أن نصائحها المستمرة لغسل اليدين بانتظام مازالت سارية حتى اليوم خاصة فى أزمة انتشار العدوى والأوبئة.
يظل التمريض رغم أهميته إحدى نقاط الارتكاز الضعيفة فى المنظومة الطبية المصرية. رغم الاعتراف بجهود تبذل إلا أن الواقع يشهد بالكثير من مظاهر القصور خاصة فى مراحل إعداد كوادر التمريض بداية من المدارس التى يلتحق بها على مستويات مختلفة من التعليم، بعد الإعدادية أو بعد الثانوية العامة إلى معهد التمريض العالى.
تمنيت لو يرتفع صوتا فى يوم التمريض العالمى يطالب بالدولة بإعادة النظر فى تفاصيل منظومة التمريض فى بلادنا. من عمل منا فى مستشفيات أوروبا وأمريكا بل حتى فى بعض البلاد العربية يعرف جيدا ما أرمى إليه اليوم من قصد.
يعرف أيضا أن الممرضة المصرية لها قدرات غير محدودة على التعلم ومنهن بالفعل من يلجأ إليهن شباب الأطباء فى البدايات للتعلم واكتساب الخبرة.
ولكن الخبرة لا يحميها إلا العلم ولا يساندها أو يعين عليها إلا مقابل مادى يكفل للممرضة حياة كريمة. الأمر بلا شك يحتاج جهدا عظيما وفهما واضحا لأبعاد كثيرة صحية وتعليمية واجتماعية ومهنية، كما يحتاج أيضا لشخصيات استثنائية على دراية من أصحاب الرؤية والفكر المستنير والرغبة فى الخدمة العامة لا يننقصهم الحس الوطنى، فالدفاع عن الوطن لا يشترط وجود سلاح.. إنما قد يحتاج أيضا لمصباح.
فى اليوم العالمى للتمريض: تحية واجبة لروح زميلتنا العزيزة مس هدى صلاح، مشرفة تمريض عمليات ما بعد جراحات القلب المفتوح التى كانت أول شهيدة من بين أطقم تمريض معهد القلب القومى فى معركته ضد جائحة عدوى كوفيدــ١٩.
تحية واجبة أيضا لزملائى الأطباء ومن بينهم: رندا زين الدين، وإيمان جدوع، وغادة قزامل، وأحمد فرغلى، وعبلة عاطف، الذين انتبهوا لخطورة دور الممرضات ومقدمى الخدمة الطبية إلى جانب كل العاملين بمكافحة العدوى ،فأسسوا مجموعة على شبكة التواصل الاجتماعى للتوعية بكل ما يتعلق بعدوى كوفيدــ١٩ بل وعلاج الحالات عن بعد وإبداء النصائح للجميع.
كنتم بالفعل على مستوى المسئولية. أعرف جيدا أنكم لستم بأى حاجة للإعلان عن عملكم الإنسانى التطوعى لكننى أكتب لأعبر لكم عن احترامى وتأييدى الكامل لكل من يتقدم الصفوف حاملا مصباحا بيده.
تحية واجبة للممرضة المصرية فى يوم التمريض العالمى، ودعوة مفتوح لكل من يتقدم اليوم باقتراح لدعم مهنة التمريض، أما الأهم فهو انتظارنا لأصحاب الشأن الطبى فى بلادنا وما قد يقدمون عليه من فعل.