شبح الهبوط.. والمادة 18
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 14 يونيو 2011 - 9:18 ص
بتوقيت القاهرة
●● نحن مع تطبيق المادة 18، ومع العدالة، وتلك مسألة جادة، سوف تفرض على الكرة المصرية اليوم أو غدا.. وصحيح أن كل القضايا تتوارى وراء أخبار وأضواء النجوم، وأن الموضوعات الرياضية الجادة تتلاشى أمام التفاهات، والخناقات، لأن ساحة الرياضة فى حالة إفلاس مهنى وفنى وعقلى، لكن أسوأ من ذلك هو الانتهازية، ومنها أن تتفجر فجأة حكاية المادة 18 مع اقتراب الموسم من نهايته، فيتعالى صوت النداء بعدم الهبوط، ويحاول مفجرو المادة الإيحاء لنا بأن غرضهم هو الإصلاح.. ويدهشك هذا الإصلاح الذى كان نائما طوال ثلاث سنوات، وقد سبق أن تحدث به حسن فريد رئيس الترسانة، ولم يكتمل حديثه، والآن ونحن فى نهاية الموسم ويرى أدعياء الإصلاح عفريت الهبوط، فاستيقظت المادة 18، وما دام هذا هو اسلوبنا وطريقتنا فى التفكير وفى معالجة أوجه القصور فلا أمل إطلاقا فى أية نهضة أو إصلاح.. وكل من ينادى بالتغيير والتطوير يستحق أن يرحل «يعنى يمشى»!
●● من مظاهر الخلل فى كرة القدم المصرية أن تطرح كل القضايا المهمة بطريقة وزير خارجية أمريكا القديم جان فوستر دالاس، صاحب سياسة حافة الهاوية.. ونحن على الحافة، وفى مناخ ثورى يطالب بالتطوير والانطلاق، ولكن سحب التغيير تمطر ألما وغضبا، حيث يرى المطالبون أن الدورى يوشك على الانتهاء، والهابطون يرغبون فى إلغاء الهبوط.. وكنا أثرنا قضية المادة التى تبدو مثل الشعرة «ساعة تروح وساعة تيجى»، ولم ينصت أحد من الذين تذكروها.. أين كنتم؟.
●● قلنا وأوضحنا من قبل ما يلى بالنص: «من مظاهر الخلل فى الكرة المصرية أن يضم الدورى بدرجتيه الممتازة والثانية 26 فريقا للشركات من 64 بنسبة 40.7% مقابل 33 فريقا جماهيريا من 64 بنسبة 51.05% فيما هناك 3 أندية خاصة من 64 فى المسابقتين بنسبة 4.7%..
ومسابقة الدورى الممتاز تضم 6 فرق جماهيرية وهى الأهلى والزمالك والإسماعيلى والمصرى والاتحاد وسموحة. وتضم 8 فرق تمثل شركات وهيئات وهى بتروجيت وإنبى وحرس الحدود وطلائع الجيش والإنتاج الحربى والمقاولون العرب ومصر المقاصة واتحاد الشرطة. بجانب فريقين للقطاع الخاص وهما وادى دجلة والجونة.
●● فى دورى الدرجة الثانية الذى يتكون من 3 مجموعات هناك 18 فريقا للشركات، و27 فريقا جماهيريا. وفريق واحد ينتمى للقطاع الخاص. ولا شك أن القدرات المالية لأندية الشركات والهيئات تفوق مثيلاتها الجماهيرية..».
●● أعتقد أن هناك خلطا كبيرا.. يستوجب إعادة النظر فى مشاركة فرق وأندية الشركات والهيئات فى المسابقات المحلية، خاصة أن الهدف المستقبلى هو أن يتحول نشاط الكرة إلى شركة استثمارية، وليس أن تتحول الشركة إلى نشاط كرة القدم.. وأعتقد أيضا أنه لم يعد مقبولا أن تختصر القضايا الرياضية المهمة أو تهمل، بينما نمسك فى التفاهات، وأعتقد مرة ثالثة أننى شديد الأسف لدعوات ترتدى ثوب الإصلاح، بينما هو ثوب الانتهازية.. وسيكون الأسف أكبر وسيكون حساب الرأى العام أشد إذا ألغى الهبوط أو فسدت مسابقة الدورى لأى سبب.. وهذا ليس إصلاحا ولن يكون!