كيف يلعب منافسنا من أجلنا ؟!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 14 يونيو 2015 - 8:50 ص
بتوقيت القاهرة
** للمنتخب تجارب كثيرة جدا مع «حسبة برما» فى التصفيات، سواء تصفيات الأمم الأفريقية أو كأس العالم. ولا أتذكر متى لعبنا دون أن نجرى حسابات بشأن من يهزم من، وماذا نريد من منتخبات تلعب فى مجموعتنا لكى نتأهل نحن ولا يتأهلون هم؟ وأختصر تلك الحسابات فى أنها تدور حول فكرة أن تلعب المنتخبات التى تنافسنا من أجلنا..!
** اليوم نلعب مباراتنا الأولى أمام تنزانيا. ومن تجاربنا الكثيرة أن مبارتنا الأولى قد تكون الأخيرة، أو هى التى تضعنا فى مأزق وتحت ضغط مستمر حتى نهاية طريق التصفيات. وبناء عليه وتكرارا لقول مأثور قديم: «لابد من الفوز على تنزانيا أولا ثم على تشاد فى أرضها ثانيا، ثم يحلها ربنا مع نيجيريا فيما بعد »..
** تابعت مباراتنا التجريبية مع مالاوى، وتألق فيها أفراد أكثر مما تألق الفريق. ومازلت غير مقتنع بأن كل مدرب يقود المنتخب يلعب مباراة أو مباريات ودية، ويدفع بعشرين لاعبا فى كل مباراة، وهو يرى أن 10 دقائق أو 15 دقيقة تمنح للاعب كافية للحكم على مستواه وتقييمه فنيا. فتلك الفترة غير كافية، ثم إن المدرب أمامه مباريات هذا اللاعب مع ناديه، وهناك مهارات أساسية تحكم اختيارات المدرب فى مقدمتها السرعات فى المسافات الطويلة والقصيرة، والقوة البدنية والضغط، والتحرك فى الملعب وكيف يدافع ويستخلص الكرة وهل يفقدها بسهولة؟ وهى مهارات يمكن قراءتها فى اللاعب مع ناديه. بينما تظل التجربة قائمة على دور هذا اللاعب مع المنتخب ومع أسلوب لعبه وطريقته.
** ما يسير عليه كوبر مدرب المنتخب فعله لوف مدرب ألمانيا حين واجهت الولايات المتحدة وديا وخسرت على أرضها 1/ 2.. فقد لعب لوف بفريق جديد غابت عنه العناصر الأساسية مثل حارس المرمى العملاق نوير، وتونى كروس وتوماس مولر، وبودولسكى وسامى خضيرة وقد لعبا فى الشوط الثانى، بينما شارك من البداية نجوم الفريق الكبار باستيان شفاينتشايجر ومسعود اوزيل وماريو جوتسه واندرى شورله، ومعهم من اللاعبين الجدد باتريك هرمان وايلكاى جوندوجانو الحارس روبرت تسيلر وشكودران مصطفى وسيباستيان رودى..
** يبنى الألمان فريقا جديدا، وهم دفعوا ثمن هذا البناء بهزيمتين أمام الأرجنتين وديا ورسميا مع بولندا ثم التعادل مع أيرلندا ومع استراليا وديا ويحتل الممنتخب الألمانى المركز الثالث فى مجموعته بالتصفيات الأوروبية، وربما يحتمل الأمر فى ألمانيا هذا الثمن، خاصة أن لوف يبنى فعلا فريقا جديدا لخوض منافسات نهائيات الأمم الأوروبية وكأس العالم القادمتين حيث يلعب من أجل الفوز بالكأسين أو بإحداهما.. وكذلك يبنى كوبر فريقا جديدا لكن الأمر لن يتحمل هزائم أو تعادلات مع تنزانيا وتشاد سواء هنا أو هناك، بينما لابد من الفوز على نيجيريا بملعبنا، ولا بأس بالتعادل على أرضها.. تلك هى خريطة الطريق المبدئية للتأهل إلى نهائيات الأمم الإفريقية بدون حساباتنا الشهيرة والمستمرة: «معانا كام نقطة ومعاهم كام وكيف تلعب المنتخبات التى تنافسنا من أجلنا؟ !»