هل تشهد الولايات المتحدة حربا أهلية بسبب ترامب؟
مواقع عالمية
آخر تحديث:
الأربعاء 14 يونيو 2023 - 8:30 م
بتوقيت القاهرة
نشر موقع Eurasia Review مقالا للكاتب روبرت رايتش، يرى فيه أن الحروب الأهلية تندلع فى الدول بسبب الصراعات الدينية والأيديولوجية وغيرهما من الأسباب، لكن على أى حال لا بسبب كره أو حب قادة بعينهم، ومن ثم عوامل اندلاع حرب أهلية فى الولايات المتحدة غير قائمة، خاصة وأن مؤسساتها الديمقراطية متماسكة، وإيمان الحزب الجمهورى نفسه (حزب ترامب) بأهمية وقدسية الأمن القومى الأمريكى، أما بالنسبة لدونالد ترامب فهو مجرد شخص يصور نفسه على أنه مظلوم ليس إلا، ولاقت مظلوميته أنصارا. ومع ذلك، يرى كاتب المقال إنه وإن كانت فرص قيام الحرب الأهلية غير واردة فى أمريكا، إلا أن العنف المحدود ممكن بسبب تحريضات ترامب.. نعرض من المقال ما يلى:
الرئيس السابق للولايات المتحدة، دونالد ترامب، والذى يرشح نفسه الآن لإعادة انتخابه رئيسا، هاجم وزارة العدل الأمريكية، ووصف المدعى الخاص جاك سميث الذى يحقق فى قضية احتفاظه بوثائق سرية بعد مغادرته منصبه، وصفه ترامب بأنه «مجنون مختل العقل»، كما وصف محاكماته ومحاولاته العودة للبيت الأبيض كجزء من «المعركة النهائية» لأمريكا.
فى خطاب ألقاه يوم السبت 10 يونيو الجارى أمام الحزب الجمهورى فى جورجيا، وصف ترامب أيضا نظام العدالة الأمريكى بأكمله بأنه مكرس لمنعه من الفوز فى انتخابات عام 2024، قائلا: «هؤلاء الناس لا يتوقفون، هم سيئون وعلينا التخلص منهم. لا يمكن مكافأة هؤلاء المجرمين. يجب هزيمتهم».
●●●
يطالب ترامب مرة أخرى الشعب الأمريكى بالتحيز لأحد الجانبين. لكن فى ذهنه المشوش، فإن هذه «المعركة النهائية» ليست فقط ضد خصمه الطبيعى المعروف ــ الحزب الديمقراطى، والأطراف الشيوعية، والاشتراكية، والماركسية، و«الدولة العميقة»، ومكتب التحقيقات الفيدرالى، وأى شخص سياسى جمهورى يجرؤ على تجاوزه. بل ستكون معركة نهائية بين من يمجدونه ومن يبغضونه. ستكون معركة نهائية هو مركزها.
ترامب قال لأنصاره ليلة الجمعة 9 يونيو الجارى عبر منصته للتواصل الاجتماعى «تروث سوشيال»: «أراكم فى ميامى يوم الثلاثاء!!!»، فى إشارة إلى اتهامه يوم الثلاثاء 13 يونيو الجارى أمام محكمة فى مدينة ميامى بولاية فلوريدا الأمريكية.
تغريدته هذه كانت بمثابة تذكير مخيف بمثيلتها فى 19 ديسمبر 2020: «كن هناك، ستكون جامحًا!»، الأمر الذى ألهم الجماعات المتطرفة لتعطيل التصديق على نتيجة الانتخابات الرئاسية فى 6 يناير 2021.
نعود لعنوان المقال، هل ستشهد أمريكا حربا أهلية بسبب ترامب؟ فى الواقع، العنف ممكن، لكن لن تكون هناك حرب أهلية. فالدول لا تدخل فى حرب أهلية بسبب ما إذا كانت تحب أو تكره قادة معينين، بل تخوض الحروب الأهلية بسبب اختلاف الأيديولوجيات، والأديان، والعنصرية، والطبقات الاجتماعية، أو السياسات الاقتصادية التى يمثلها هؤلاء القادة.
لكن ترامب لا يمثل شيئًا، هو فقط يرى نفسه مظلوما لأن الدولة رفضته لولاية رئاسية ثانية، وتشرع الآن فى تحميله مسئولية انتهاك القانون، هذه النقطة الأولى.
النقطة الثانية أن الحواجز التى حمت الديمقراطية الأمريكية بعد انتخابات 2020، سواء كانت المحاكم والأشخاص المسئولون عن إدارة الانتخابات فى كل ولاية والجيش ووزارة العدل، كلها أصبحت أقوى مما كانت عليه قبل اختبار ترامب لهم فى المرة الأولى (التشكيك فى نتائج الانتخابات 2020).
بعبارة أوضح، كثير ممن اقتحموا مبنى الكابيتول حوكموا وأدينوا. كما هُزم المرشحون الذين رفضوا الانتخابات إلى حد كبير فى انتخابات 2022 النصفية. كذلك دعمت المحاكم بقوة المدعين الفيدراليين.
النقطة الثالثة، يواجه محامو ترامب صعوبة فى الدفاع عن التهم الموجهة إليه؛ (ترامب هدد أمن أمريكا من خلال الاحتفاظ بشكل غير قانونى، وفى بعض الحالات بمشاركة الوثائق المتعلقة بـ«البرامج النووية للولايات المتحدة؛ وبالطبع تعد هذه البرامج نقاط ضعف محتملة لواشنطن وحلفائها أمام أى هجوم عسكرى؛ فضلا عن مشاركة «خطة هجوم» ضد إيران).
وفى الحقيقة، لاشك فى أن العديد من أنصار الحزب الجمهورى يعتبر أن الأمن القومى الأمريكى هو الهدف الأسمى والأكثر قدسية. كما أن عددا كبيرا منهم خدم فى القوات المسلحة.
قال بيل بار، المدعى العام الأمريكى السابق، فى برنامج «فوكس نيوز صنداى»: «لقد صدمت من درجة حساسية هذه الوثائق وعددها، بصراحة.. إذا كان نصفها صحيحًا، فقد قضى عليه (ترامب). أعنى، إنها لائحة اتهام مفصلة للغاية، وهى مريعة للغاية. وفكرة تقديم ترامب كضحية هنا، فكرة سخيفة».
●●●
ما ذكر أعلاه لا ينفى حقيقة أن ترامب خطير كما كان دائما. لقد ألهم العنف من قبل، ويمكنه أن يفعل ذلك مرة أخرى. ناهينا عن أن الكثير ممن دعموه فى عام 2020 يتابعون جنونه.
إن كان ترامب يريد أن يخوض أنصاره «معركة أخيرة» حول رغباته النرجسية، فمن المرجح أن يحصل على رد فعل أخير مهين (السجن أو خسارة السباق الرئاسى).
النص الأصلى