مسئولية الرئيس هادى
صحافة عربية
آخر تحديث:
الإثنين 14 يوليه 2014 - 5:25 ص
بتوقيت القاهرة
فى أكثر من مناسبة، ردد الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى اتهاماته لإيران بأنها وراء الاضطرابات الكبيرة فى اليمن، ولامها على سقوط مدينة عمران التى تعتبر مفتاح العاصمة صنعاء. ولا يوجد لدى شك فى أن إيران من القوى النشطة فى اليمن، بالمال والسلاح، لكنه عذر لا يبرر فشل القيادة وهزائم الجيش، وترك الدولة تترنح على شفير الانهيار.
الوضع فى اليمن يتطلب زعيما، لا مجرد رئيس حل وسط. الرئيس هادى يصارع على جبهات عدة، لكن عليه أن يكون صريحا مع نفسه، فإن لم يكن قادرا على مواجهة التحديات الخطيرة، فواجبه أن يتنحى. لقد فشلت قيادته فى تحقيق المصالحة التى كانت السبب الوحيد لوجودها، وبسبب هذا الفشل انتشرت جيوب التمرد فى أنحاء البلاد. الذئاب تحاصر الرئيس هادى بين قبائل غاضبة، وحوثيين، وقاعدة، وإصلاح، وجنوبيين انفصاليين، وفلول الرئيس المعزول. لا توجد دولة فى العالم فيها هذا الكم من الأعداء، وكلهم تضافروا لهدم الدولة اليمنية الجديدة، يشمون عجز القيادة الحالية، ويرون الدولة تترنح على وشك السقوط.
لا يستطيع أن يضع الرئيس هادى كل اللوم على إيران، بل على فريقه السياسى الذى عجز عن جمع الفرقاء، والاستفادة من جهود مبعوث الأمم المتحدة، لتضييق الهوامش. لم يقدم حلولا واقعية، أو ينجح فى تضييق الخلافات. وليس عجزه عن إقناع الأصدقاء والخصوم هو القصة الوحيدة، بل أصبحت إدارته محط انتقادات واسعة، وسمعته كذلك. الانتقادات تتصاعد ضد ترك هادى أولاده يتدخلون فى إدارة الدولة. هادى ليس متسلطا مثل صالح، لكنه مع الوقت يخسر ما تبقى من أصدقائه بسبب عجزه السياسى والعسكرى والشخصى.
بعيدا عن رأينا فى تفاصيل البيت الرئاسى، فإن الخطر تعاظم أكثر من أى زمن مضى، ولا نعرف زمنا بلغ فيه اليمن حالة التفكك والاقتتال كما نراها اليوم، حتى بمقارنته بأيام حرب الإمامة مع انقلابيى الثورة فى الستينيات، وصراع الشطرين فى الثمانينيات والتسعينيات، وحتى ذروة الثورة على نظام صالح قبل عامين. الأزمة تتطلب من دول المنطقة والقوى الدولية والقيادات اليمنية ألا تسمح بسقوط اليمن، بعد أن كانت قبل عامين تتطلع مع غالبية الشعب اليمنى إلى دولة حديثة جديدة مستقرة.