التحديات التى تواجه الديمقراطية الهندية

مواقع عالمية
مواقع عالمية

آخر تحديث: الخميس 14 يوليه 2022 - 7:40 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع Eurasia Review مقالا بتاريخ 9 يوليو للكاتب كيه. أم سيثى، تناول فيه أبرز التحديات التى تواجه الديمقراطية الهندية، وكيفية مواجهتها.. نعرض من المقال ما يلى.
بداية، حققت الهند تقدمًا اجتماعيًا واقتصاديًا متعدد الأوجه، إلا أن هناك عددًا لا يحصى من القضايا التى لم يتم حلها، وبدأت قضايا جديدة فى الظهور مؤخرا لتهدد ظروف حياة الناس.

فى يوم 15 أغسطس القادم، ستحتفل الهند بالذكرى الخامسة والسبعين لاستقلالها، وعلى الرغم من مرور نظامها السياسى بالعديد من التقلبات والمنعطفات، إلا أنها سعت جاهدة للتعامل مع جميع الضغوط والتحديات الداخلية والخارجية. وفى ضوء الاحتفال، ألقى البروفيسور رام بونيانى، عالم وناقد اجتماعى مهتم بقضايا حقوق الإنسان ومحاربة الطائفية، محاضرة مميزة حول «التحديات التى تواجه الديمقراطية الهندية»، دعا فيها إلى «نضال متعدد الطبقات ضد الطائفية والفقر والبطالة وشن حملة من أجل حقوق العمال والمزارعين والتجار الصغار والمجتمعات المهمشة وأمن المرأة». قال بونيانى إن «حقوقنا الديمقراطية يتم تقويضها اليوم فى الخفاء والعلن». وأضاف: «انتقاد الحكومة هو تصحيح للمسار. وإذا تم وصف انتقادنا بأنه عداء للقومية، فمن الواضح أن الديمقراطية سوف تتراجع. حرية الصحافة وحرية الدين هما علامتان لحريتنا». مشيرا إلى أن الهند «تنزلق باستمرار وبسرعة».
بونيانى قال أيضا إن نهرو ــ أول رئيس وزراء للهند ــ توقع خطر استخدام الدين فى السياسة. ورأى بونيانى أنه فى العصر الحالى، ازداد استخدام الدين فى السياسة الهندية حتى وصلت إلى مستوى خطير. وعلى هذا النحو، تشكل القضايا العاطفية القائمة على الدين تحديًا كبيرًا للديمقراطية الهندية.

كما أشار بونيانى ــ التى لا تزال كتاباته مصدر إلهام لجميع الأجيال ــ إلى أن «السياسة الاشتراكية تقوم على نسخة مشوهة من التاريخ. وأصبح نشر المفاهيم الخاطئة عن التاريخ جزءًا من الفطرة الاجتماعية السليمة فى الهند، وهى الأسس التى يمكن بناء الكراهية عليها». واستطرد: «لا يمكننا إنقاذ الديمقراطية ما لم نقم بإزالة الكراهية التى تم حفرها فى أذهاننا». قال أيضا إنه «حتى مع تصاعد العنف الطائفى، فإن الضحايا بالكاد يحصلون على العدالة». وأشار بونيانى إلى أن من حاربوا من أجل العدالة يتعرضون للترهيب والاعتقال. واستشهد بحالات مثل تيستا سيتالفاد، المحامية والناشطة فى مجال حقوق الإنسان، التى اعتقلت الشهر الماضى بتهم «تآمر وتزوير» وغيرها العديد من الأشخاص المسجونين بتهم كاذبة.

حذر بونيانى من أن تهميش الأقليات (من يدينون بالإسلام والمسيحية) أصبح واقعا يوميا. وعندما يتسبب العنف الطائفى فى استقطاب المجتمع على أسس دينية، لا يمكن استدامة الأعراف الديمقراطية. قال: «يجب أن تكون لدينا حملات مستمرة على مستوى الشعب كله. يجب أن نتواصل مع المجتمع وأن ننقل قيم التعددية والتنوع. لا يمكن للديمقراطية أن تزدهر ما لم نحارب الكراهية المتجذرة. إذا تم تهميش الأقليات والنساء، فلا يمكن للديمقراطية أن تتقدم». وذكر بونيانى أن «الديمقراطية ليست منتجًا نهائيًا. إنها رحلة نبدأ فيها من ديمقراطية شكلية وننتقل إلى مستوياتها الموضوعية. وهذه ليست عملية مفاجئة. هذه عملية تاريخية لتعميق الثقافة الديمقراطية». ومن ثم فهى تتطلب الصبر والاقتناع بأهمية استدامتها.

كان موجودا فى المحاضرة عرفان إنجنير، مدير مركز دراسة المجتمع والعلمانية (CSSS). وقال إن الهند «متنوعة للغاية لدرجة أنه إذا أريد لهذه الهوية التعددية أن تبقى، فيجب أن تلعب الديمقراطية دورًا مهمًا. والخطر الذى يهدد هذا التنوع هو صعود القومية العرقية التى تسببت فى إحداث فوضى فى البلدان المجاورة مثل باكستان وبنجلاديش». وأضاف: يجب ألا نسمح بحدوث ذلك وتفاقمه فى بلد معقد مثل الهند. هذا يستدعى إجراء إصلاحات داخلية فى جميع الأديان والمجتمعات، ولن تؤدى عملية النقد الذاتى هذه إلا إلى تعزيز الثقافة الديمقراطية فى الهند». واختتم حديثه قائلا: «إننا بحاجة إلى أن نكون مواطنين فاعلين حتى نضع أنفسنا موضع المسئول عن الحفاظ على ديمقراطية نابضة بالحياة».

ترجمة وتحرير: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved