الدورى: آه يا ليل يا عين
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأربعاء 14 أغسطس 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
●● من لوغاريتمات إدارة الكرة المصرية أن يبحث الاتحاد إقامة بطولة الكأس الماضية مع أن أسباب عدم استكمالها قائمة. ومن لوغاريتمات اللوغاريتمات أن تطير الافكار والمقترحات على طاولة الاجتماعات مثل ريشة فى مهب الريح أو مثل طائر نورس يصرخ، وهو يعلو ويهبط فى مراوغة لموج البحر أثناء بحثه عن سمكة ضعيفة ضالة يلتهمها. فمن الافكار التى رأيتها تطير بجانب استكمال الكأس السابق، قبل بدء الموسم اللاحق، الإعلان عن اجتماع لتحديد موعد الدورى القادم دون النظر للموقف السياسى وتقييمه، وعلاقته بالموقف الأمنى. فمن أسوأ القرارات أن تحدد موعدا ثم تتراجع عنه. ولو سألنا رجلا يمضى فى الشارع عن رأيه فى الدورى الجديد ستكون الإجابة: أمره بعيد؟.. فما بالكم بأصحاب الرؤية والقرار والاتصال؟
●● مبدئيا لا أظن أن الموعد الذى سبق الإعلان عنه لبدء الدورى وكان 22 أغسطس، كان موعدا منطقيا. وعلى الرغم من التراجع عنه مبكرا، لم يخاطب الاتحاد الأندية والإعلام بوضوح عن إلغاء هذا الموعد وأسباب الإلغاء حتى لو كانت معلومة لأى مواطن. والأهم حين يقرر الاتحاد بدء المسابقة فى تاريخ واضح عليه أن يحدد أولا الملاعب التى يمكن أن تستضيف المباريات، وأن يرتبها مع الأمن ومع القوات المسلحة ومع الأندية. كما أن على الإتحاد حسم موضوع الحضور الجماهيرى. وعلى الاتحاد أيضا أن يحسم مشكلة اشتراك المصرى فى البطولة. فهل يشارك أم لا يشارك؟ وإذا كان هناك احتقان بين جماهير الأهلى والمصرى فكيف يحل هذا «الاختقان» (تنويه : بالخاء وليس الحاء)؟
●● من الأفكار التى طارت ولم تهبط بعد على أرض الواقع، لأنها كانت بوحى من رءوس بعيدة عن اتحاد الكرة أن تمنح إدارة بطولة الدورى للجنة من الأندية. هكذا بدون لائحة ولا قانون ولا دراسة، وبدون تنظيم للعلاقة بين الاتحاد وبين الدورى وبين الاتحاد وبين تلك اللجنة. ألا تستحق مثل هذه اللجنة أن يدرس من بيده الدراسة هذه الأمور، والعلاقات. وكيف ستكون إدارة أهم مسابقة. وأين تذهب حصيلة البث الفضائى (إن كان هناك بث وإن كان هناك فضائيات)؟!
●● لقد مضى من الوقت الضائع 30 شهرا ونحن نطالب كل مسئول فى الاتحاد بالتوقف ودراسة أوضاع الكرة المصرية ومشاكلها ومستقبلها خلال فترة التوقف والتردد التى مضت. طالبناهم وبح صوتنا من أجل وضع خطط مستقبلية لإدارة اللعبة بأفكار جديدة وبرءوس جديدة متصلة بالعالم. قلنا احسموا كل ما لم يحسم طوال 10 سنوات. وابحثوا عن حلول لمشاكل قائمة وخطيرة يؤسفنا أنكم تتعاملون معها بطريقة: ستحل نفسها بالوقت أو بالقدر..
●● إن مسابقة الدورى ستكون قريبا ضمن بيت شعر لعازف ربابة يجلس على مقهى، ويضرب ربابته بأصابعه ظنا منه أنه يعزف، فيخرج صوتها مثل أنين ألم، ويجلس أمامه جماعة تتعاطى الدخان الأزرق ويتعالى من أفواه الرجال صيحات الاستحسان والإعجاب وهو يقول: «الدورى المصرى.. تاريخ وحكاية.. كان دائما له بداية ونهاية.. وفى الزمن ده بتيجى النهاية قبل البداية.. لأن فيه ناس فرشت له الملاية.. آه يا ليل يا عين»!!