الاحتجاجات على قانون الدولة القومية فى تل أبيب
مواقع عالمية
آخر تحديث:
الثلاثاء 14 أغسطس 2018 - 9:15 م
بتوقيت القاهرة
نشر موقع «the Jerusalem post» مقالا للكاتب tamar ben ozir يتناول فيه التظاهرات الأخيرة التى اندلعت فى تل أبيب احتجاجا على قانون الدولة القومية التى أصدرته إسرائيل مؤخرا.
لقد رفرفت الأعلام الفلسطينية فى تل أبيب مساء السبت الماضى خلال تجمع عشرات الآلاف من العرب واليهود من جميع أنحاء البلاد فى ميدان رابين للمرة الثانية خلال أسبوعين فى احتجاجات واسعة النطاق على قانون الدولة القومية الذى صدر مؤخرا. حيث خرج الحشد باتجاه متحف تل أبيب، حاملين لافتات باللغتين العبرية والعربية تطالب بالمساواة والديمقراطية وإلغاء القانون.
بعض اللافتات كتب عليها «قاوموا الفصل العنصرى». وكان معظم المتظاهرين عربًا إسرائيليين، وكانت معظم هتافات الجماهير باللغة العربية. وهتفوا قائلين «لا، لا لن ينجح القانون الفاشستى»، كما طالبوا نتنياهو بالاستقالة مرددين: «نحن لا نريدك بعد الآن»، فعلى ما يبدو من التظاهرات أن اليهود والعرب يرفضون أن يكونوا أعداء. ومع ذلك، تم تصوير مجموعة من أنصار الحركة العربية اليمينية المتطرفة «بلد» مرددين «بالروح والدم سنحرر فلسطين».
نظمت الاحتجاجات من قبل لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية (وهى منظمة غير حكومية تمثل الجالية العربية الإسرائيلية فى المجال السياسى)، وتم تنظيم النقل من مدن مثل حيفا والناصرة، ما مكن سكان الشمال، الذين لديهم عدد كبير من السكان العرب، من حضور التظاهرات. وقد وصف أنصار الاحتجاج بأن حافلات العرب كانت «قادمة فى جماعاتً إلى المسيرة، فى إشارة إلى تصريح أدلى به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فى عام 2015 حول حافلات العرب «القادمة بأعداد كبيرة» إلى صناديق الاقتراع قبل الانتخابات الأخيرة.
ومن الجدير بالذكر أنه كان من بين الحضور والمتحدثين رئيس لجنة المتابعة محمد بركة، وأستاذة علم الاجتماع فى الجامعة العبرية إيفا إيلوز، وعضو القائمة المشتركة أيمن عودة والصحفى فى جريدة «هاآرتس أموس شوكين». وتمنى بركة للناشط فى مجال السلام أورى أفنيرى، الذى أصيب بجلطة دماغية الأسبوع الشفاء العاجل قبل أن يصرح أن العلم الفلسطينى هو علم الشعب الفلسطينى المضطهد.
وأضاف: «إنه علم أمة نفخر بها وأضاف إنه لن تكون هناك نكبة أخرى مشيرا إلى «حرب الاستقلال» عام 1948 وأثرها على الفلسطينيين. نحن نقيم هنا هكذا صرح.
بدأت إيلوز كلمتها بالدموع، حيث أشارت إلى القبول الذى تلقته كمهاجرة مغربية يهودية إلى فرنسا عندما كانت طفلة. وقالت: «المساواة ليست مصطلحًا مجردًا، عندما تكون متساويا أنت لا تشعر بالخوف. تشعر بأن هناك احتراما لذاتك. فالمساواة تبنى الرجل من الداخل والمجتمع من الخارج». ودعت إلى انضمام أطراف الوسط إلى «معسكر المساواة».
وأضافت إيلوز: أن «الصهيونية لا معنى لها إذا لم تكن تنوى خلق مجتمع يسعى إلى تحقيق السلام». «اليوم هو لحظة تاريخية لأن اليهود والعرب يقولون إنهم يحتجون معا من أجل المساواة».
ويضيف الكاتب أنه على الرغم من أن لجنة المراقبة قررت عدم السماح للمتظاهرين بالتلويح بالأعلام الفلسطينية، فإنه كان هناك عدد كبير منها إلى جانب بعض الأعلام الإسرائيلية.
«لقد تم غزو تل أبيب، وأعلام العدو الفلسطينى تتألق فى قلبه». هكذا قال عضو الكنيست «أورين حزان». وغرد نتنياهو على صفحته بموقع «تويتر» قائلا: «لا يوجد دليل أكبر على ضرورة وأهمية هذا القانون من التلويح بالأعلام الفلسطينية. سنستمر فى رفع العلم الإسرائيلى ونغنى هاتيكفا بفخر كبير».
وأضاف رجلان من منطقة الناصرة إنهما يؤيدان وجود أعلام فلسطينية ويطالبان بدولتين منفصلتين.
وأضاف أحد الإسرائيليين قائلا: إنه أزعجه وجود الأعلام الفلسطينية لأن هذا هو احتجاج إسرائيلى ضد قانون إسرائيلي. وأضاف عودة أن الاحتجاج هدفه القول بأن الدولة الديمقراطية يجب أن تكون دولة لجميع مواطنيها.
وقال عضو الكنيست أحمد الطيبى (القائمة المشتركة) إن التظاهرات هى «صرخة للكثيرين»، وأن عشرات الآلاف من العرب واليهود يتجمعون للمطالبة بالمساواة والديمقراطية. وقد أدلى العديد من القادة العرب واليهود وأعضاء الكنيست الآخرين بتصريحات داعمة للاحتجاجات.
ووصف النائب يوسف جبارين (القائمة المشتركة) الاحتجاج بأنه الأكثر أهمية فى تل أبيب بالنسبة للجمهور العربي، منذ سنوات عديدة. وقدمت اللجنة التماسًا إلى المحكمة العليا ضد القانون ويؤكد الالتماس على أن قانون الدولة القومية يميز ضد غير اليهود، ولا سيما الأقلية العربية فى إسرائيل، التى تشكل أعدادهم حوالى 20٪ من السكان. كما دعا مجلس الكنيسة الأرثوذكسية فى إسرائيل إلى حضور التظاهرات قائلا إن قانون الدولة القومية ينفى الوجود التاريخى للأقلية العربية فى إسرائيل وينتهك حقوقها بشدة، كما يعرض الأماكن المقدسة للمسيحيين والمسلمين للخطر. وحثت البطريركية اللاتينية لجميع مواطنى دولة إسرائيل الذين ما زالوا يؤمنون بالمساواة.. التعبير عن معارضتهم لهذا القانون والمخاطر الكامنة فيه التى سوف تؤثر على مستقبل هذا البلد».
وينبع الكثير من النقد الموجه ضد القانون من حقيقة أنه لا يذكر قيمة الحقوق الفردية المتساوية لجميع المواطنين. ومن الجدير بالذكر الإشارة إلى الاحتجاجات التى نظمت من قبل الطائفة الدرزية. وعلى عكس الأقلية العربية الأكبر فى البلاد، فإن معظم الرجال الدروز يخدمون فى الجيش الإسرائيلى، وقد تعهدت الطائفة منذ فترة طويلة بولائها الجماعى لإسرائيل. ونتيجة لذلك، نظر العديد من اليهود إلى الاحتجاجين على نظرة مختلفة، حيث زعموا أن الاحتجاجات التى جرت فى 11 أغسطس كانت لديها أجندة تتخطى المعارضة البسيطة لقانون الدولة القومية.
إعداد: ريهام عبدالرحمن العباسى
النص الأصلي: