أحلام يقظة نتنياهو
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
السبت 14 سبتمبر 2019 - 10:15 م
بتوقيت القاهرة
فى حركة تنم عن الإفلاس السياسى أعلن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل ضم غور الأردن فى الضفة الغربية المحتلة والمستوطنات فى أنحاء الضفة إلى السيادة الإسرائيلية إذا تم انتخابه من جديد. فهو يستشعر أنه سيخسر أمام الاشتراكى بليجنس وحزبه أو على الأقل ستكون الأصوات قريبة من المناصفة مما يعتبرها خسارة لمشروعه، وبفعل ذلك يظن أنه يحقق الحلم الصهيونى القديم بأن كل الأرض هى ملك لليهود وللعلم ليس كل اليهود المتعصبين يوافقوه الرأى فمنهم من يرى أن هذه الأرض لا تتوافق مع الإرادة الإلهية ولكن بنيامين نتنياهو يخاطب اليمين المتطرف الكاره للعرب.
وقد أثارت تصريحات نتنياهو «الانتخابية» إدانات دولية وعربية وإسلامية قوية خاصة من فلسطين والأردن، حيث قال الرئيس الفلسطينى محمود عباس «إن تصريحات نتنياهو تتعارض مع قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولى، وإنه من حقنا الدفاع عن حقوقنا بكل الوسائل ومهما تكن النتائج». وحذر عباس إسرائيل من أن جميع الاتفاقيات الموقعة مع الجانب الإسرائيلى وما ترتب عليها من التزامات ستكون منتهية إذا نفذ نتنياهو تصريحاته، وقال وزير الخارجية الأردنى أيمن الصفدى إن تصريحات نتنياهو تعد تصعيدا خطيرا ينسف الأسس التى قامت عليها العملية السلمية برمتها، ويدفع بالمنطقة نحو موجة جديدة من العنف وتأجيج الصراع. كما عبر مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية عن ادانته الشديدة ورفضه المطلق لتصريحات نتنياهو واعتبرها توقف أى تقدم فى عملية السلام بل تنسفه من أساسه.
ما كان نتنياهو يقدم على هذه الخطوة لولا تشجيع أو على أقله سكوت امريكى، فقد ضم هضبة الجولان السورية لأراضى اسرائيل منذ شهور قليلة ولم يردعه أحد، اه مثل هذه الأعمال ستؤدى حتما لعدم استقرار المنطقة كما أنها لا تحقق العدل للفلسطينيين وتكرس الظلم ويحاصر ويقلص الضفة الغربية الفلسطينية إلى أدنى مستوى. والواقع أن طموحات وأحلام نتنياهو فى البقاء رئيسا للوزراء خوفا من محاكمته بتهم الفساد تدفع الرجل إلى أن يفعل كل شىء وأى شىء حتى الاستجابة لأقصى الدعوات تطرفا من جانب اليمين الإسرائيلى، تصريحاته ووعوده الانتخابية قد تقود إلى تدمير المنطقة وتهدد بتصاعد النزاع وزيادة التوتر فى تلك المنطقة المنكوبة بالحروب والتوترات.
كان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد أكد خلال استقباله وفدا من مركز الشئون الإسرائيلية واليهودية بكندا أمس الأول، أن حل القضية الفلسطينية وتحقيق السلام فى منطقة الشرق الأوسط على نحو يضمن حقوق وآمال الشعب الفلسطينى وفق ثوابت المرجعيات الدولية من شأنه أن يغير واقع المنطقة ويفتح آفاقا واسعة لتنميتها وتطويرها ويوفر الرخاء والتقدم والأمن لجميع شعوبها كما أنه يقضى على الفكر المتطرف الذى يفرز العنف والإرهاب وهذه سياسة لا ترضى إسرائيل التى تعمل على كسب الوقت ولا ترضى أمريكا التى تحاول جاهدة على عدم تحقيق سلام شامل وعادل للفلسطينيين والمنطقة كلها فهل أحلام اليقظة لنتنياهو ستتحقق أم تظل أحلاما؟