الذين يحبون.. الكراهية
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 14 نوفمبر 2010 - 9:55 ص
بتوقيت القاهرة
ــ لو أن حسن شحاتة تجاوز شيكابالا فى اختياراته للمنتخب، لقامت الدنيا ولم تقعد على رأس المدير الفنى. وحين اختار حسن شحاتة نجم الزمالك المتألق فى المباريات الأخيرة، قامت الدنيا ولم تقعد على رأس المدير الفنى.. متى تهدأ الدنيا فى ساحة الرياضة وفى محيط البلد.. متى يهدأ المتعصبون الذين يغذون الصراعات؟
ــ كان شيكابالا قد جرى نحو خط الملعب طلبا للعلاج بمخدر فى الشوط الأول من مباراة الإسماعيلى، وقبل نهاية اللقاء بدقائق سقط وخرج مصابا. وقال حسام حسن إنه من المستحيل أن يغامر بسحب نجمه فى مباراة لم تحسم لمجرد إبعاده عن المنتخب.
ــ ولكن كان على شيكابالا التوجه للمعسكر، كما فعل زميله عبدالواحد وأن يترك القرار الأخير للجهاز الطبى للمنتخب عملا بما يجرى فى العالم الآخر، هذا العالم الذى تحكمه القواعد والروح الرياضية.. كنت أفضل أن يفعل شيكابالا ذلك بدلا من اتهامه بالهروب من الانضمام للمنتخب، ولو فيما بين السطور أو فيما بين النفوس..
ــ هكذا يمسك المتعصبون فى أى شىء ويصنعون المعارك ويفتعلونها، ويحيطونها بدائرة الضوء والعدسات لمتابعتها كأنها واحدة من أهم المعارك.. هكذا يمسك المتعصبون من أنصار الزمالك أو الأهلى فى غياب شيكابالا وفى حضور أبوتريكة، وهكذا يدفع حسن شحاتة، كما يدفع كثير من الذين يؤدون أعمالهم إلى معارك هامشية، تسحب من تركيزهم، فلا مصلحة عامة ولا يحزنون..
ــ محيط الرياضة مصاب بتشوه، والمتعصبون الآن يقرأون عنوان الكتاب ولا يهتمون بمضمونه، ويقرأون رأس المقال ولا يعرفون ماذا فى سطوره.. وقد أصبحنا فى مجتمع «متخانق» يحب الناس فيه الكراهية ويحبون أن يختلفوا فيما بينهم. بما يسمى «معارك بالنيابة».. معارك بين لاعب ومدرب، وبين مدرب ولاعب، وبين إعلامى وآخر، وبين فنان ومطرب، وبين سياسى وسياسى، وبين حزب وحزب، فتمضى سنوات ومجتمعنا مستغرق ومنهك فى تلك المعارك والفتن..؟!
ــ المتعصبون والمعصبون، يرون فريقهم يلعب وحده، ويرون ناديهم فى المركز الأول، حتى لو كان الأخير، ويرونه البطل السابق والبطل القادم والبطل الوحيد.. ويرون فريقهم دائما على حق بدون وجه حق، ويرونه مظلوما مجبونا مغبونا مهما نال من حقوق ويرونه دائما منتصرا حتى لو كان مهزوما.. المتعصبون منتشرون فى هذه الأيام فى محيط الرياضة، وفى مواقع أخرى، وهم لا يرون ولا يسمعون سوى أنفسهم....كيف انتشرت نار التعصب، ولماذا.. ومن ينشرها ويشعلها، ومن يدفع بها إلى الإعلام، حتى يدفعها بدوره للناس؟