ليس قوميًا من يدافع عن الأسد

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الإثنين 14 نوفمبر 2011 - 9:30 ص بتوقيت القاهرة

فى الحادية عشرة مساء الجمعة كنت أقلب عشوائيا فى القنوات الفضائية، وساقنى حظى العاثر إلى الفضائية السورية، وكان المتحدث هو أحمد حسن الذى يعتبر نفسه أمين عام الحزب الناصرى. الذى شدنى للحديث أن أحمد حسن، أوغل فى الدفاع عن المجرم بشار الأسد ونظامه واعتبر أن على القوميين والشرفاء العرب مساندة هذا الطاغية لأنه يتعرض لمؤامرة أمريكية صهيونية رجعية.

 

ذات يوم كان بينى وبين أحمد حسن «عيش وملح» وزمالة طويلة فى الحزب الناصرى وجريدة العربى، بل وزرنا سوريا ولبنان سويا فى عام 1990، وكنا فى دمشق معا فى اللحظة التى دخل فيها صدام حسين الكويت فى 2 أغسطس من نفس العام.

 

خطورة ما قاله أحمد حسن أنه يعطى انطباعا خاطئا بنسبة كبيرة أن هذه الأفكار هى آراء القوميين العرب، لو أن ناصر كان بيننا لذهب بنفسه لمحاربة الأسد. بشار ليس قوميا، وليس قوميا من يدافع عنه، العروبة الحقة أن تكون مع الناس.

 

المعادلة البسيطة هى أنه ينبغى علينا أن نكون مع الشعب السورى أو غالبيته، ولا يمكن لشعب أن تكون غالبيته على خطأ.

 

ما استغربه هو أن أحمد حسن يصدق أو يحاول أن يجعلنا نصدق أن هناك مؤامرة أمريكية صهيونية فعلا ضد الأسد ونظامه، لو أن أمريكا وإسرائيل تآمرتا ضد حسنى مبارك ونظامه فإننى سأصدق أنهما يتآمران الآن ضد الأسد.

 

الأمور صارت واضحة مثل الشمس.. مبارك والقذافى وبن على كانوا عملاء لأمريكا وإسرائيل ــ سواء فعلوا ذلك مقابل ثمن أو بصورة مجانية ــ المهم أن وجودهم كان يخدم استقرار المنطقة بصورة تضمن المصالح الأمريكية والإسرائيلية. وهو الأمر الذى يفعله معظم الحكام الذين لم يسقطوا حتى الآن. يروجون لأجندة «عبيطة» غير موجودة على أرض الواقع، وهى أن الأسد يحارب أمريكا وإسرائيل، والحقيقة الوحيدة هى أنه يحارب شعبه فقط ولم يطلق رصاصة هو أو والده ضد «العدو» منذ عام 1973.

 

بالطبع هناك «بعض الشعب» مع بشار الأسد وهم معظم أبناء طائفته العلوية الذين يدركون أن بقاءهم مهدد بعد السقوط، إضافة إلى بعض المخدوعين والأهم بعض المستفيدين من شبكة فساد النظام الواسعة.

 

نرجو من أحمد حسن وكل من يدعى القومية والعروبة أن يطلب من نظام الأسد شيئا واحدا وهو أن يترك الإعلام يعمل بحرية فى سوريا، ويسأل الشعب هناك عن حقيقة ما يحدث، والأهم عما يريده هذا الشعب. وليتهم يطلبون منه أن يترك شعبه ويرحل.

 

لو كنت مكان أحمد حسن لالتزمت الصمت فى هذه الأيام.. فالرجل كان يهاجم أمريكا وإسرائيل ليل نهار، لكن حقيقة ما كان يحدث على الأرض أنه حول الحزب الناصرى الذى كان ملء السمع والبصر إلى حزب هزيل بلا حول ولا قوة، ورفض إجراء انتخابات حرة داخل الحزب، وماتت الصحيفة بالسكتة الدماغية، ثم فوجئنا أنه كان ينسق مع أحمد عز وصفوت الشريف وقبل المشاركة فى فضيحة الرجلين فى انتخابات نهاية 2010، بل وقبل أن يصبح عضوا فى مجلس شورى صفوت الشريف بالتعيين.

 

لو صدقنا أن أحمد حسن كان يعارض حسنى مبارك فعلا، فسوف نصدق أن بشار الأسد يحارب أمريكا وإسرائيل.

تحية إلى قرارات جامعة الدول العربية مساء السبت.. والمطلوب هو تفعليها واستمرار الضغط على المجرمين فى دمشق، فسقوطهم هو مسألة وقت ليس أكثر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved