كرة مليئة بالريش والجلد
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 14 نوفمبر 2013 - 7:30 ص
بتوقيت القاهرة
•• تنازع المصريون والصينيون واليابانيون واليونانيون والبابليون والرومانيون والإنجليز على براءة اختراع كرة القدم.. (لاحظ أن هؤلاء جميعا ليسوا من أبطال العالم فى اللعبة الآن).. وكان أهل الصين يطلقون على كرة القدم قبل أربعة آلاف عام اسم: تسو تشو، وتعنى «كرة مليئة بالريش والجلد وتضرب بالقدم». أما اليونانيون فأطلقوا عليها «إبسكيروس» وتعنى الصراع على الكرة. ويقال إنه فى عمل للأديب الإنجليزى وليم شكسبير كتبه عام 1592، جاء وصف طريقة صناعة الكرة، وكان العمل اسمه «كوميديا الأخطاء». وحين قرأت هذا الجزء من تاريخ كرة القدم ظننت أن كوميديا الأخطاء كان وصفا لمباراة مصرية قديمة، إلا أن الكوميديا كانت إنجليزية ومازالت كما هو واضح من المنتخب؟!
•• أعود إلى الصين التى سيواجه الأهلى فريقها جوانجزهو إيفرجراندى أو جوانجتشو. والأولى أظن أنها أدق باللغة الصينية. وهو أول فريق صينى يفوز باللقب منذ 23 عامًا، ويدربه مارشيللو ليبى الفائز مع إيطاليا بكأس العالم 2006. وقد حققت كرة القدم فى الصين طفرة كبيرة فى السنوات الأخيرة، بعد مرحلة بناء الدولة وحمايتها وحماية فلسفتها الشيوعية بالإنفاق العسكرى، ثم جاءت مرحلة الانتعاش الاقتصادى، حيت تملك الصين أكبر احتياطات نقدية (3.66 تريليون دولار)، وهنا أدركت المصانع والشركات والمؤسسات التجارية الصينية أهمية كرة القدم فى الترويج لمنتجاتها عالميا، كما أدركت الدولة أهمية اللعبة فى الترويج لها. وفى عام 2011 أنفقت شركة داليان واندا للاستثمار العقارى على فريقها لكرة القدم الذى تملكه ــ داليان وتأسس عام 1993) أنفقت الشركة مبلغ 77 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات لرفع مستواه.
•• أصبحت كرة القدم أكثر شعبية بالصين فى العشرين عاما الماضية، وعطلها أحيانا الفساد والتلاعب فى المباريات، بعدما دخلها المال. والواقع أنه على الرغم من الطفرة الاقتصادية مازالت إنجازات الصين فقيرة بالنسبة لتاريخها مع اللعبة، وبالنسبة لما تملكه من قدرات علمية ومالية، وبشرية، فلم يحرز المنتخب أبدا كأس الأمم الآسيوية، ولكنه حصل على المركز الثانى مرتين. الأولى عام 1984 بعد السعودية. والثانية عام 2004 بعد اليابان. إلا أن الرغبة فى تطوير كرة القدم تمضى بقوة وبسرعة على كل المستويات، وأولها البنية الأساسية، وهى الملاعب العشبية التى نشرت فى كل حى ومنطقة. كما عقدت وزارة التربية والتعليم الصينية اتفاقا مع ريال مدريد لتشجيع الطلبة على ممارسة اللعبة، ووقع فلورنتينو بيريز رئيس النادى الإسبانى مشروعا كبيرا مع الاتحاد الرياضى للجامعات واتحاد الرياضة المدرسية ينتظر أن يستفيد منه 200 مليون طالب صينى.
<< الاستعانة بالأندية الأوروبية كان إحدى وسائل تنمية اللعبة فى الصين، فأسست أندية أياكس أمستردام وريال مدريد وتشيلسى أكاديميات فى بلد المليار نسمة. وهذه الأندية تستفيد من فكرة انتشارها فى الشرق الأقصى حتى إن بعضها أنشأ مواقع باللغة الصينية تنقل أخبارها مثل تشيلسى الذى أعلن أن هدفه الفوز بعشرين مليون مشجع فى الصين مبدئيا.. ومع الاستعانة بالأندية الأوروبية جاء المدربون واللاعبون الأجانب من كل جانب.. من البرازيل وأفريقيا وأوروبا والأرجنتين وبدأت الأندية الصينية تدخل دائرة المنافسة فى آسيا بعد سنوات طويلة، طويلة، طويلة، ظلت فيها كرة القدم فى بلد المليار نسمة مجرد: «كرة مليئة بالريش والجلد وتضرب بالقدم».