كسبنا فى كوماسى.. والجمهور عظيم
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الإثنين 14 نوفمبر 2016 - 11:55 ص
بتوقيت القاهرة
•• فى أمستردام احتفل شباب مصرى بفوز المنتخب، فى دبى، والسعودية، والولايات المتحدة، فى كل مكان احتفل مصريون بالفوز. فرحوا لفرحة الجمهور والناس. هذه هى كرة القدم وهذا ما تفعله فى الشعوب..
•• مبروك جدا.. مبروك قوى، الصورة الكاملة كانت حلوة.. جمهور عظيم معظمه شباب فى حضور غير مسبوق منذ ست سنوات. وكان تكرارا لمشهد الحضور الجماهيرى لمباراة نهائى إفريقيا للأندية الأبطال. وكنا جميعا نخشى من هذا الحضور ومن تأثير المبالغات. ونقل تليفزيونى ممتاز بصور جيدة وجديدة على الكرة المصرية، فلا أظن أن أحدا تابع المحطات الخارجية. والجمهور حضوره وتشجيعه وحماسه كان رائعا. أما الفوز فكان مثل حبة الكريز، التى تزين تورتة مذاقها حلو لكنها محشوة «شوية مسامير».. عفوا كنا كفريق يلعب فى كوماسى بمدرجات يحتشد بها جمهور مصرى عظيم!
•• قد يكون الوقت ليس مناسبا للتحليل أو للأحاديث الخاصة بكرة القدم، فسوف يرى كثيرون أنه وقت الفرحة والاحتفال. لكنه فى ظنى وقت الدروس، وعدم المبالغة فى تقدير حجم الفوز. فمنذ سنوات لعبنا كرة قدم رفيعة المستوى فى بطولة الأمم الإفريقية عام 2008 بغانا. لعبنا وكسبنا بجدارة. وكنا نسأل قبل كل مباراة: بكم هدف سيفوز المنتخب؟ وكنا نتابع مبارياتنا ونستمتع. لكن فى تلك المباراة واجهنا منافسا قويا على المستوى الفردى والجماعى. وواجهنا مشكلة فى الشوط الأول ولم نهاجم ولم نمتلك الكرة ولم نجد حلا للهجوم الضاغط من جانب لاعبى غانا، فقد أجبرنا هذا الهجوم الضاغط على إرسال كرات طويلة طائشة. وهو من أهداف الضغط العالى، أن يحرمك المنافس من بناء هجمات منظمة أو هجوم مضاد..
•• نعم يلعب كوبر بإسلوب دفاعى معتمدا على التنظيم فى الخلف. وهو إسلوبه الدائم. وهو يفعل ذلك تقديرا لقدرات لاعبيه البدنية والنفسية فى ظروف محيطة صعبة تعانى منها الكرة المصرية من أوجه قصور عديدة. وفعله تقديرا لقدرات منتخب غانا. ولو كان فتح المباراة لتغيرت النتيجة..
•• لم يتقدم عبدالشافى وفتحى كجناحين. وسيطر الغانيون على الوسط. ولم يتسلم باسم مرسى كرة واحدة عرضية، فمن أين تأتى العرضيات.. ومِنْ مَنْ؟ وكان التغيير الذى أجراه كوبر ممتازا. فرمضان صبحى بقوته وجرأته ومهارته يمكن أن يزعج دفاع غانا. ولم يلعب محمد صلاح كرأس حربة أو على وجه الدقة هو رأس حربة فى موقف الدفاع، حين يمتلك منتخب غانا الكرة. وهو مهاجم متقدم لكنه لا يسكن الصندوق المنافس. بينما تألق تريزيجيه بتحركاته وبواجباته الدفاعية. وكذلك عبدالله السعيد وخط الظهر كله، وخلفه عصام الحضرى حارس المرمى الكبير..
•• هناك مفاهيم لابد من تغييرها. فالجمهور يبحث عن متعة كرة القدم. وعن انتصارات ممزوجة فى الإبداع والابتكار. وإذا كان المنتخب يختار تحت قيادة كوبر الهجوم المرتد، فإن فى هجوم المدرسة الإيطالية، وفى هجوم أتلتيكو مدريد وليستر سيتى فى الموسم الماضى متعة وإبداع. لأن الأسلوب يجد من ينفذه بسرعة وبدقة وبلياقة هائلة. ومن المفاهيم القديمة التى يجب أن تتغير دفاع المنطقة، وأن تلعب مدافعا حتى على أرضك ووسط جمهور كبير يشجعك.. ومن المفاهيم القديمة أن يقال دائما: المهم النقاط الثلاث وليس الأداء. وكنت قلت كثيرا إن الحلم ليس أن نذهب فقط إلى كأس العالم، وإنما أن نذهب ونلعب!