أزمة الضمير الرياضى!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الإثنين 14 ديسمبر 2015 - 11:10 م
بتوقيت القاهرة
** أؤيد إلغاء الحافز الرياضى فى الجامعات. وأضم صوتى إلى كل المؤيدين لهذا الإلغاء، لا سيما ما يتعلق بما أشرت إليه قبل أيام بشأن تصنيف الناس إلى رياضيين، وفنانين، وقضاة، وأطباء، ومهندسين، ونشطاء، فى غير مجال التصنيف. وكنت أتحدث عن الرياضيين فى البرلمان.. وهل سيناقشون القوانين بعضلاتهم أم بعقولهم بينما من انتخبهم ينتظر منهم قرارات ومناقشات لقوانين اقتصادية ومالية واجتماعية قبل مناقشة نتائج المنتخب الأوليمبى أو الأول أو هذا الحديث القديم جدا عن «إصلاح مسار الكرة المصرية».. كأننا نتحدث عن مسبار فضائى أطلقته وكالة ناسا الأمريكية، وقد انحرف عن طريقه إلى سطح المريخ»؟!
** نعم استنثاء الرياضيين بما يقدمونه من مواهب وانتصارات، يعنى استثناء الفنانين، بما يقدمه الفن من دور ورسالة. وهات بعد ذلك استثناءات للقضاة وللشرطة وللأطباء، حتى أصبحنا مجتمعا استثنائيا، وكنت ومازلت أسأل نفسى: «لماذا هذه الريشة التى تزين رأس بعض المهن؟».
** هذا عن ظاهرة الاستثناءات.. لكن هناك ما هو أسوأ وأخطر منها، وهو الوساطات، والمجاملات، التى كانت تمنح من جانب بعض الاتحادات الرياضية فى أى لعبة يشتهيها عقلك.. على سبيل فلتكن اللعبة هى «الإيكيدو أو السومو أو الرجبى أو البيسبول».. ولا أظن أن ثلاثة أرباع المصريين، يعرفون أصلاً أن هناك لعبات بهذه الأسماء!
** الوساطات طالت منتخبات، وبطولات للعبات أوليمبية. وبذلك تاهت البطولة الحقيقية. وتساوى البطل الذى حرم نفسه من مباهج الحياة وعاش فى محراب التدريب وقسوته بمن لم يعرف معنى حبة العرق فى حياته ولا قيمتها.. هكذا أهدرنا قيمة البطولة. وظلمنا الأبطال، بالحرافيش، الذين زاد عددهم..
** أوافق المجلس الأعلى للجامعات، ووزير التعليم الدكتور أشرف الشيحى على إلغاء شهادات الحافز الرياضى المحلى، وإقتصار الحافز على البطولات العالمية والدولية.. فهذا الحافز الرياضى يشبهه فى كل دول العالم ما يعرف بالمنحة الدراسية المجانية.. فلأن التعليم الجامعى مكلف جدا، يمنح طلبة رياضيين متفوقين تلك المنح. ولا يستثنى الحافز ولا يحدد مستقبل طالب واتجاهه فى دراسته كما هو الحال عندنا. الأمر مختلف فى الدراسة المجانية الجامعية، خاصة أن أبطال الرياضة فى أمريكا فى مختلف اللعبات والبطولات العالمية والألعاب الأوليمبية هم من إنتاج الجامعات.
** منذ سنوات، غابت مظاهر العدالة والمساواة، وأصبحت الاستنثاءات للمحظوظين، ولأولاد الإيه. والسبب الأول والوحيد لإلغاء الحافز الرياضى المحلى، هو أن الضمير الرياضى فى أزمة حقيقية. فتمنح بعض الاتحادات شهادات تفوق وبطولة لم تحدث. وأزمة الضمير ظاهرة عامة، يعانى منها مجتمع يعيش لحظات بناء وتجديد وإزالة غبار تراكم فى سنوات وعقود..
** يقول المهندس هشام حطب: «العقل السليم فى الجسم السليم». وهذا حرفيا غير صحيح. وقلت ذلك وأكدته مائة مرة فى 40 سنة. فالكثير من العلماء والأدباء والمخترعين، والفلاسفة، والفائزين بجوائز نوبل والعباقرة لم يلعبوا رياضة. وكانت عقولهم سليمة جدا.. ولا شك أن الرياضة نشاط مهم للغاية. وهى جزء من ثقافات البشر.. لكن هذا الشعار يذكرنى بشعار رفعته مدرسة ابتدائية بهدف تعليم التلميذ الروح الرياضية وكان الشعار يقول: «ابتسم عند الهزيمة».. وكم كان شعارا بليدا؟!