«المثليّة» آخر إصدارات الحضارة الغربية
مواقع عربية
آخر تحديث:
الأربعاء 14 ديسمبر 2022 - 8:25 م
بتوقيت القاهرة
نشر موقع حدث أونلاين مقالا للكاتبة سلوى فاضل تناولت فيه محاولة الغرب تصدير مفاهيمهم المشوهة «المثلية» للعالم أجمع، داعية العرب والمسلمين والمسيحيين والشرقيين والأفارقة والآسيويين المتمسكين بأهداب الأخلاق التصدى لتلك القيم المدمرة... نعرض من المقال ما يلى.
ما سرّ تكثيف الحديث عن المثليّة الجنسية فى الفترة الأخيرة فى العالم العربى؟ وما سبب ترويجها وبكثرة فى الإعلام العربى بكل أنواعه؟
منذ فترة ليست ببعيدة، كلما وُجه سؤال إلى شخصية مشهورة سواء لبنانية أو عربية، فى لقاء ما، حول موقفه من المثليّة الجنسية نسمع منه جملة «أنا أحترم خيارات هؤلاء الأشخاص»!.
مما يدفعنا للتساؤل: هل يخاف المشاهير من التعبير عن رفضهم لهذه الأخلاقيات السلوكية المُسيئة للأسرة والمجتمع والعائلة؟ أليس فنّهم موجها للمجتمع ككل وبكل طبقاته وتنوعاته؟
الغربيون، مُمَثَلِين بالمشاهير على أنواعهم، قد تقبّلوا المثليّة كمفهوم فى مجتمعهم كونهم يؤمنون بأن طريق الإبداع يحتاج إلى ممر غير منطقى أو غير عقلانى. وهم من بوابة الحرية الشخصية ينطلقون، لكنهم لا يرون أن هذه الأفكار تؤذى المجتمع، لا سيما الشباب، من خلال تقديمهم الصورة الخاطئة عن الحياة الطبيعية، فأين المسئولية فى هذا؟
يسارعون إلى التشكى من جار صوته عالٍ لمركز الشرطة، ومن أم تضرب طفلها، لكنهم يتركون المثلى أو جماعة مجتمع «ميم/ عين» على غاربهم.
إن قلب المفاهيم هذا، وبحسب التقارير الواردة مؤخرا، وصل إلى الخليج العربى، وهو المجتمع القائم على أسس جد محافظة!
فما السرّ فى ذلك؟ هل إنّ منع الاختلاط والبيئة غير الطبيعية فى علائقها الاجتماعية أوصلت المجتمع العربى ــ الخليجى إلى ما وصل إليه؟ حيث نشرت تقارير إعلامية عن «إبعاد السلطات الكويتية آلاف المتحوّلين جنسيا والمتشبهين بالنساء».
كل ذلك لم يمنع المحكمة الدستورية الكويتية من إلغاء القانون الذى يُجرّم «التشبه بالجنس الآخر»، حيث كان يُستخدم لمحاكمة العابرين جنسيا بحسب «بى بى سى عربى»، إضافة إلى انتشار هذا الفجور الأخلاقى فى السعودية عبر فيديوهات مُريبة تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعى مؤخرا وبكثرة.
فبالتوازى مع الانحلال الأخلاقى فى مجتمعات تُعتبر محافظة، تظهر مشاهد مبررة للفساد والانحلال، لدرجة أن الاختلاط غير المرغوب فى مجتمعات الخليج العربى بين الذكور والإناث بات نعمة أمام مشاهد الانحلال والمثليّة من سحاق ولواط وشذوذ.
ما الذى ينتظر المجتمع العربى؟
مستقبل مُفزع ينتظر هذه المجتمعات التى لا زال القضاء فيها يحرص على منعها، لكن إصرار الغربيين على تبرير ذلك، ونشره والتسويق له تحت لافتة الحرية، ومنها ما شهدناه مؤخرا من محاولات ألمانيّة رسمية فى مونديال قطر من خلال الإصرار على ارتداء وحمل إعلام وشعارات المثليين، مصدر خوف ورعب لأن المؤسسات الأوروبية غالبا ما تعتمد الترويج لأفكارها عبر منظمات أمميّة وعبر برامج وجمعيات تُسهّل قبول المفهوم ونشره، مستغلّة حاجة هذه الجمعيات للتمويل المستمر.
وكانت واشنطن قد أقرت منذ أيام قانونيا حقوق مجتمع ميم/ عين وبشكل رسمى، بعد أن كانت تفصل من العمل من يُشهر مثلّيته، وللأمر شواهد وبعضها حصل فى لبنان.
الحرية اللامسئولة
بات اليوم المواطن الأوروبى والأمريكى مأمون قضائيا فى خياراته الجنسية، مما سيفرض على البلاد التى يعمل فيها هؤلاء، كالدبلوماسيين مثلا، ولا سيما الدول العربية والمتوسطية والشرقية قبوله، وهذا الأمر سيفتح الباب أمام انتشار هذا المفهوم الخاطئ للحرية فى لبنان والمحيط العربى وبشكل وقح وعلنى.
وقد رفع مؤخرا بعض آباء الكنيسة صوتهم عاليا نظرا لانتشار هذه المفاهيم فى المدارس ضاربة بعُرض الحائط كل أسس الأسرة وبنيانها، لدرجة أن بعض القوانين الأوروبية قد سمحت ببيع الحيوان المنوى أو استئجار رحم لتكوين عائلة من أبوين أو أميّن شاذين.
وكانت رئيسة أكبر مؤسسة إعلامية خاصة بالأطفال، هى (ديزنى)، أعلنت أن نشر المثلية الجنسية جزء من مشروعها المستقبلى، وأكدت أن المثليّة ستكون ضمن 50% من إنتاجاتها المقبلة. وقالت رئيسة ديزنى كايتى بيرك «من الآن فصاعدًا، سنزيد من المحتوى المتعلق بالمثليين، ومزدوجى الميل الجنسى، والمتحولين جنسيًا، واللاجنسيين».
إضافة إلى إشاعة الشذوذ هذا، ثمة معلومات عن فساد رهيب ضمن إطار الأجواء التى تعتمد العمل الإبداعى كالأزياء والمسرح، ومختلف أنواع الفنون والأعمال المرتبطة بالإعلام والفن والثقافة.
وهو أمر ليس بجديد، إنما الجديد هو فى تسريب هذه الأفكار عبر المنظمات الأمميّة التى تنتشر كالجراد فى البيئات المنفتحة فى العالم العربى، ولا سيما لبنان والأردن وسوريا والمغرب والجزائر وتونس، وهى بالمناسبة جميعها مدن متوسطية على صلة بالغرب الأوروبى القريب.. وكل بيئة مرتبطة بالمال والتمويل كدول الخليج العربى التى اكتشفت مؤخرا أن محاربة الإرهابيين يكون بالانفتاح التام وإلغاء الهوية العربية المُحافظة، وبنقل شذوذ مجتمعات الشرق الأقصى المعروف إلى مجتمعات الشرق الأدنى والشرق الأوسط المُتعطش للتقليد والنسخ ولمحاربة التطرف الدينى.
واليوم تتعالى صرخات رجال الدين من المسيحيين، قبل المسلمين، لأنها تضرب أسس المجتمع وتجعله فى الحضيض. فمن يقف وراء هذه الحملات المدفوعة للترويج لأفكار يندى لها الجبين وهى أعلى من الإرهاب والقتل والإجرام لأنها انحلال أخلاقى تام ومريع.
فهل أسس هذه السياسة (تقبّل وإشاعة الشذوذ) تعود إلى أفكار دينية متطرفة لجهة ما ومنظمات دولية سرية؟ أم هى إعلان نهاية الحضارة الغربية التى يسعى العرب وكل الأمم الفقيرة للتشبّه بها، والهجرة باتجاه أراضيها؟
متى يتحرك المعنيّون من العرب والمسلمين والمسيحيين والشرقيين والأفارقة والآسيويين الذين يحملون عقيدة مختلفة عن العقيدة الغربية المُدمرة هذه؟