الفقى.. والعسكر.. وجمال
محمد عصمت
آخر تحديث:
الجمعة 15 يناير 2010 - 9:55 ص
بتوقيت القاهرة
أخطر ما ذكره د. مصطفى الفقى فى حواره مع الزميل محمود مسلم فى «المصرى اليوم» فى تقديرى هو تأكيده على أن المؤسسة العسكرية سوف تبارك جمال مبارك إذا تم انتخابه رئيسا للجمهورية، وأن جمال سوف يلعب بما أسماه د. الفقى بـ«الكارت الأخير» من خلال تعديله المادة 77 من الدستور بحيث تنص على اقتصار انتخاب الرئيس على دورتين فقط على أساس أن هذا التعديل سوف يعطى الشعبية لجمال، تؤمن تأييد الجيش له..
دون أن يكشف لنا د. الفقى عن رأيه فى إمكانية إجراء تعديل ــ بعد عدة سنوات ــ على هذا التعديل يجعل جمال مبارك يحكمنا بنص الدستور الجديد لمدة ثلاثين أو أربعين سنة قادمة..
فى تقديرى الشخصى أن د. الفقى الذى دخل فى حقل من الألغام، وهو مطالب بأن يشرح لنا، كمحلل سياسى وليس كمصدر للأخبار، أبعاد علاقة جمال بالمؤسسة العسكرية وتأييدها له؟ وكيف توصل د. الفقى بتحليله السياسى إلى هذه النتيجة الخطيرة؟ وهل تحدث مثلا مع قيادات بالجيش فى هذا الأمر؟...
للأسف الشديد كانت إجابة د. الفقى بالنص أنه «رغم أن جمال رئيس مدنى لكنه ابن رئيس عسكرى وتعيينه أو اختياره جزء من الولاء لأبيه أولا، وأن اختياره أكثر طرق الاستقرار فى ظل عدم وجود نائب للرئيس وفى ظل تعدد الأسماء المطروحة»..
وهى إجابة صادمة من وجهة نظرى لأنى توقعت أن د. الفقى يتفق معنا فى ضرورة أن يكون ولاء المؤسسة العسكرية للدستور وليس لشخص الرئيس أيا كانت شعبيته أو حب الجماهير له وحتى لابنه.. وحتى لو قبلنا «تحليل» د. الفقى فى هذه الجزئية فمن غير المقبول أن يشمل هذا الولاء ابن الرئيس وإلا لتحولنا إلى دولة ملكية فعلا ليس لها إلا علاقة شكلية بالنظام الجمهورى!!
أخشى أن د. الفقى قد خانه ذكاؤه المتقد وخبرته السياسية العريضة، حينما تهرب من أسئلة الأستاذ هيكل الخمسة حول ما ذكره فى حواره بأن الرئيس القادم «لن يأتى إلا بموافقة أمريكا وعدم ممانعة إسرائيل» بقوله إنه ليس مصدرا للمعلومات أو لأخبار مؤسسة الرئاسة.. فالدكتور الفقى هو سيد العارفين بأن التحليل السياسى فى مثل هذه القضايا الخطيرة لابد أن يستند إلى «معلومات موثقة» وإلا تحول إلى خرافات وضرب بالودع فى جلسات التسالى والنميمة..!!