لاعب واحد لا يكفى
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الأحد 15 يناير 2017 - 9:00 م
بتوقيت القاهرة
** لم تعد كأس الأمم الإفريقية كما كانت قديما.. فالفرق الكبيرة بدأت تصغر مثل الكاميرون التى تعادلت مع بوركينا فاسو، وهو منتخب شاب من مواليد 1998، باعتبار أنه ظهر على خريطة اللعبة حين استضاف البطولة على أرضه.. كذلك كانت مباراة الافتتاح بين الجابون وغينيا بيساو أقل من المستوى المتوقع، أو على وجه الدقة المستوى الذى توقعه الإعلام بجميع وسائله فى القارة.. فقد وضعت الجابون ضمن دائرة الفرق المرشحة للقب لمجرد أنها الدولة المنظمة وصاحبة الأرض والجمهور. ولأن المنتخب يضم بين صفوفه أحسن لاعب فى إفريقيا عام 2015 ونجم بروسيا دورتموند أوباميانج الذى سجل هدف فريقه الوحيد فى اللقاء..
** ليس كافيا أن يضم منتخب نجما ساطعا فى سماء الكرة الأوروبية. فكرة القدم لعبة جماعية، يلعب فيها فريق ضد فريق، ولايلعب فيها لاعب ضد فريق. والفارق بين أوباميانج فى بروسيا دورتموند وبين أوباميانج فى الجابون شاسع للغاية. فهو فى الحالة الأولى مع فريق يمنحه فرصة الوصول إلى مرمى المنافس كل لحظة. وهو فى الحالة الثانية يفعل الكثير بنفسه كى يصل إلى مرمى المنافس.. وليس كافيا بالتأكيد أن تسجل أهداف أوباميانج فى ألمانيا ويستند عليها فى تقييم منتخب الجابون بأكلمه وهو يلعب فى الأمم الإفريقية.. فهذا تقييم مدرسى وتقليدى للغاية..!
** لم تعد كأس الأمم الإفريقية كما كانت قديما.. فالكاميرون غاب عنه سبعة لاعبين فى أوروبا فضلوا البقاء مع أنديتهم. وهذا الموقف لم يكن ورادا ولا محتملا فى القرن الماضى.. حين كانت الأمم الإفريقية هدفا وشرفا يلعب من أجله كل لاعب. كما أن خريطة اللعبة تغيرت نسبيا، لكنها لم تتغير بالكامل، فمازالت الفرق الكبرى تحقق الألقاب، بينما ماتغير فى الخريطة يبدو مقتصرا على المباريات.. حيث قد تتحقق المفاجأت، ولكن المفاجأت لا تصل إلى الألقاب غالبا.. وهو أمر يسير على جميع البطولات الكبرى فى العالم..
** منذ انطلاقها عام 1957.. فازت منتخبات الشمال والغرب الإفريقى بـ23 لقبا من 30 بطولة.. وكانت البدايات لمصلحة منتخبات الجنوب والوسط حتى عام 1974.. ففى تلك الفترة كانت كرة القدم لعبة بريئة فى إفريقيا تمارسها الشعوب بفطرة وتلقائية وعنف أيضا وبدون تنظيم، وكانت القارة مشغولة بحركات الاستقلال.. وهو ما انعكس على تطور اللعبة. ومع هجرة النجوم إلى الشمال، إلى دول أوروبا، بدأت كرة القدم تكسب قوتها وتنظيمها.. وبدأت فرق صغيرة تكبر. لكن مازالت الجذور التاريخية للمنتخبات التقليدية الكبرى تحكم اللعبة..
** يبقى فى قراءة اليوم الأول للبطولة أن مباراة بوركينا فاسو والكاميرون كانت أفضل من مباراة الافتتاح بين الجابون وغينيا. وأن تكرار الشكاوى من الإقامة، والطعام، والحرارة، والانتقالات، تذكرنى بخبر «رحلة طيران شاقة».. وتلك الأخبار بجانب أنها قديمة، تعد بمثابة إساءات إعلامية توجه إلى دول إفريقية نهتم بها ويجب أن نهتم بها.