زمن المعجزات
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 16 أبريل 2012 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
فى زمن انحسرت عنه المعجزات، يبدو أن الأرجنتين تشهد الآن معجزة تناولتها وسائل الإعلام العالمية هذا الأسبوع. فى الثالث من هذا الشهر ــ أبريل ــ نقلت سيدة حامل إلى أحد مستشفيات الأرجنتين شمال شرقى العاصمة فى حالة حرجة من الولادة المبكرة، إذ كانت بعد فى شهرها السادس.
تمت الولادة بسلام، لكن المولودة المبتسرة لم يظهر عليها ما ينم عن حياة. تفحصها الأطباء وسجلوا فى ملف حياتها متناهى القصر أنها ولدت ميتة خالية من كل مظاهر الحياة. لا قلب ينبض ولا رئة تستجيب ولا رد فعل لأى فعل. حاولوا تنبيهها. أغلقوا الملف وسلموه لعامل المشرحة الذى أغلق عليها تابوتا خشبيا صغيرا بالمسامير تركه على أحد أرفف ثلاجة الجثث العملاقة فى المشرحة.
كان من الممكن أن ينتهى الأمر عند هذا الحد بصورة طبيعية لا لبس فيها على الاطلاق، إلا أن الأم أصرت على أن تلقى نظرة أخيرة على طفلتها قبل أن ترحل بعد ستة أشهر عاشتها فى رحمها، وكانت أن اطلقت عليها اسم «LUZ» ومعناه بالعربية نور مترجما عن الإسبانية.
أمام إصرار الأم عاد إليها عامل المشرحة بالتابوت الصغير وبداخله جثة ابنتها، اضطر الأب لفتح الصندوق مستخدما أداة لنزع المسامير. ما أن مدت الأم اصبعها لتلامس أصابع صغيرتها حتى انبعث من الصندوق صوت واهن كشقشقة عصفور صغير بلله المطر. برفق وحرص بالغين التقطت الأم صغيرتها لتدفنها فى دفء صدرها وكانت الطفلة بالفعل حية وقلبها ينبض.
عشر ساعات كاملة عاشتها الصغيرة، بمعنى أصح ماتتها فى صندوق خشبى مغلق فى ثلاجة لحفظ الجثث ولم ينقذها من براثن الموت إلا إحساس أمها القوى بأن ابنتها لم تغادر عالمها بعد.
كانت شبكة CNN أول من نشر الخبر، فانهالت التعليقات من كل بلاد العالم خاصة بعد ما قررت الأم أن تضيف إلى اسم ابنتها اسما آخر ليصبح اسمها بالاسبانية Luz Millagros مرادفا لاسم نور المعجزة باللغة العربية.
انقسمت التعليقات إلى من يعلق على قدرة الخالق على تحقيق المعجزات. ومن يعلق على تطبيقات العلوم وضرورة متابعة البحث وراء أثر التبريد على تأخر الشيخوخة والحفاظ على الحياة بتجميدها.
أدهشتنى بلا شك تفاصيل القصة. ودعوت لنور وأمها بالسلامة. لكن ما ظل يؤرقنى حتى اللحظة سؤال: إذا بالفعل كانت تلك معجزة وقعت فى الأرجنتين، فهل من حقنا أن ننتظر أخرى فى مصر؟ أتمناها على الله سبحانه وأنتظر مع كل المصريين.