على محمد زكى
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الإثنين 15 أبريل 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
إلى أيام قريبة كان اسم الدكتور على محمد زكى معروفا للعالم بأسره، بينما لا يدرى أحد فى بلادنا انه يعيش الآن بيننا، ويذهب يوميا إلى عمله بكلية طب عين شمس. كان لـ«الشروق» سبق تقديمه لأبناء وطنه بعد ان اقترن اسمه باكتشافه لأحد الفيروسات الضارية والذى ينتمى لعائلة فيروسات كورونا. تلك العائلة التى تضم أطيافا من الفيروسات متناقضة الطباع شأنها شأن ما نراه فى العائلات. منها الوديع الذى لا يؤذى إلا بقدر ما يلم بالإنسان من نزلات برد عادية ومنها الشرس الذى يهاجم الرئة بضراوة حتى ان تداعيات العدوى به يطلق عليها الالتهاب الرئوى الوخيم أو السارس. ما اكتشفه الدكتور زكى هو فرد جديد فى تلك العائلة، أصدرت بشأنه منظمة الصحة العالمية تحذيرا عالميا ومازال البحث عن صفاته هو موضوع الساعة فى مراكز البحث العالمية.
حينما التقيته رغم تلك البساطة التى هى أول سمة يمكنك أن تتبينها لا تغيب عنه شخصية العالم. يتحدث باستفاضة، حديثه موثق بمصادر لا يخطئ أهميتها من له دراية بأعمال البحث العلمى، اسمه يتكرر شاهدا على أبحاث عديدة مطبوعة أتمها بالتعاون مع مراكز أبحاث عالمية معروفة.
عاد د. زكى من السعودية بعد أن عمل بها ما يقارب العشرين عاما، سجل فيها عددا من الانجازات العلمية تحسب له وللمستشفى الخاص الذى عمل به فى معمل صغير للفيروسات ملحق به. كنت أظنه قد عمل بمستشفيات حكومية وهى للعلم مستشفيات عالمية منها ما قد يتخطى مستشفيات أمريكا وأوروبا. المفاجأة أن زكى كان يعمل فى ظروف متواضعة للغاية، حتى أنه كان يعد الكواشف المعملية محليا فى المعمل بيده فى البداية!
عاد الدكتور زكى لأنه سبح ضد التيار، أعلن عن اكتشافه للفيروس، الأمر الذى كان يفعله أى عالم فى مكانه فى أى من بلاد العالم المتحضر الذى يعلى قيمة العلم ويدرك أهمية البحث العلمى. لكنه كان فى السعودية فترصدته وزارة الصحة: الحج على الأبواب (أعلن زكى عن اكتشافه فى سبتمبر) فكيف يجرؤ العلم على الإفصاح عن نذر للخطر قادمة؟. عاد العالم المصرى لبلاده، فأهلا وسهلا به فى وطنه. رغم كل ما تمر به البلاد من أزمة قائمة وكبوة نتمناها طارئة، إلا أننا جميعا نعلم أننا بلاد للعلم فيها تاريخ يؤكد وجوده. فهل نستقبل الدكتور على محمد زكى بما يليق به؟ خلال حديثى معه لم يتمن على وطنه جاها ولا سلطة، انما تمنى على استحياء أن يبدأ التفكير فى معمل له نشاط مشترك مع الجيش على سبيل المثال أو وزارة الصحة. لا أظن تلك أمنية يصعب تحقيقها. العمل فى معامل الجامعة ربما يبدو مقيدا بموضوعات علمية بحثية محددة إلى جانب ميزانية محدودة للغاية. المعمل المشترك بين الجامعة وجهة أخرى لها مؤسساتها المنتشرة على خريطة الوطن فكرة علمية لها أبعاد تثرى البحث العلمى وتجعله أقرب لخدمة المجتمع..
هل نجد له صدى لدى الجيش أو وزارة الصحة؟