حائط ريال مدريد..!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 15 أبريل 2021 - 7:40 م بتوقيت القاهرة

** قدم ريال مدريد تعريفا دقيقا لمعنى: «شخصية الفريق». وكان ذلك أمام ليفربول، الذى حاول النجاح بكل ما يملك من قوة وضغط ومهارات. لكنه أهدر فرص الفوز مرات. وتحطمت هجماته على جدار ريال مدريد الصلب الأبيض. على جدار كاسيميرو، وكروس، ومودريتش. ليس فقط الثلاثة. هم خمسة أو ستة شكلوا حائط صد لمواجهة موجات ليفربول. وكان زين الدين زيدان كعادته قائدا مشجّعا، يرتدى بدلة جميلة. يتابع المعركة واقفا، وهادئا، ويصفق. ويصدر تعليماته للاعبيه. هو هادئ مهما كانت درجة حرارة المواجهة. هو ليس مثل كونتى وليس مثل يورجين كلوب أو جواردويولا. وتجلت شخصية الريال فى صلابة المدافعين الخمسة الذين قاموا بـ 14 تدخلًا و11 اعتراضًا.
** ريال مدريد قوة عظمى فى كرة القدم. قوة بالتاريخ والبطولات والشعبية، وقوة بالشخصية، فأنت تشعر أن الفريق دائما على يقين فى الفوز. وهو على أى حال كان حسم المواجهة مع ليفربول فى مباراة الذهاب. بفوز كبير وأداء مميز لاسيما فى الشوط الأول. ولم يكن فى حاجة إلى كثير من المخاطرة فى مباراة العودة. وتلك قيمة الفوز فى المباراة الأولى برصيد وافر من الأهداف.
** لعب ليفربول بغضب وحرارة. وأهدر صلاح فرصة مبكرة، كانت تعد مفتاحا مهما للقاء لو هزت شباك كورتوا حارس الريال، فذلك يعنى مساحات أكبر، ومخاطرة أكبر من زين الدين زيدان. إلا أن إهدار الفرص الحمراء كان ظاهرة تحدث عنها يورجين كلوب عقب المباراة: «لعبنا بشكل جيد نسبيا، لكننا أهدرنا العديد من الفرص. صلاح كان يسجل مثل هذه الفرص وهو «يغلق عينيه».. لكننا خرجنا من البطولة فى المباراة الأولى تلك هى الحقيقة».
** هل كان ليفربول واثقا من الفوز فى هذه المباراة؟ هل كان يدرك أنه سيقصى ريال مدريد؟ هل يستحق ليفربول التأهل إلى نصف نهائى دورى أبطال أوروبا؟ هل استثمر هذا النادى فى نجاحه، وتوسع فى توظيفه، وراهن على المواهب؟ إن الإنجازات التدريبية التى حققها كلوب مع هذه المجموعة من اللاعبين أصابها الانهيار فى فصل الشتاء الذى يرحل الآن، ويترك سماء ملعب آنفيلد الزرقاء الصافية يوم المباراة وكأنها حالمة أو ساذجة لا ترى الغضب على أرض الملعب!
** مانشستر سيتى مع باريس سان جيرمان فى موقعة الطموح، والأمل فى اللقب، وريال مدريد يواجه تشيلسى، ويا له من نصب تذكارى لهذا الجيل المدريدى الذى يبلغ من العمر عقدًا من الزمن.. جيل حقق أربع بطولات دورى أبطال أوروبا، وثلاثة ألقاب للدورى، وستة مدربين مختلفين، جيل لم يلعب بأسلوب واضح أو «فلسفة» مقررة، مجرد نوع من كرة مدريد: جودة عالية ولاعبون يلعبون بشجاعة وثقة، وعندهم شخصية قوية، تجعلهم يقومون بالأشياء الصحيحة فى اللحظات المناسبة!
** فينجادا لماذا الآن؟ لماذا التعاقد معه ليتولى منصب المدير الفنى للاتحاد؟ وكلمة الآن أعنى بها لماذا يقرر مجلس مؤقت يملك بضعة أشهر فى مقاعدة دون ترك مثل هذا القرار للمجلس المنتخب؟ ثم الاستعانة بمدير فنى يكون وفقا لمشروع عند الاتحاد فهل هناك مشروع؟ وإن لم يكن فهل فينجادا من يضع المشروع وماذا لو قرر المجلس المنتخب تقديم خطاب شكر للبرتغالى؟
كلها أسئلة ساذجة أو تكون كذلك لو كان الأمر فى جوهره: لا فرق بين هذا المجلس والمجلس القادم المنتخب؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved