عاصمة الشباب العربى
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 15 مايو 2018 - 10:20 م
بتوقيت القاهرة
** «القاهرة عاصمة الشباب العربى». هذا كان عنوان مؤتمر وزراء الشباب والرياضة العرب الذى عقد فى مصر، وكان شعاره حلم واحد.. هدف واحد.. والمؤتمر فى جوهره جزء من حركة حيوية مصرية أتمنى أن تستمر وتنمو، بزيادة عدد المؤتمرات والاجتماعات والمناسبات الرياضية والسياسية والاقتصادية والفنية، فكل نشاط هو إضافة مهمة للمجتمع، لكن عنوان مؤتمر وزراء الشباب والرياضة العرب يجسد دور مصر العربى وأهمية هذا الدور لجسد الأمة العربية.
** حلم واحد وهدف واحد يبدو إحياء لشعار من زمن بعيد، حين كانت الجمهورية العربية المتحدة تشدو فى إقليميها الشمالى والجنوبى (سوريا ومصر) بالوحدة العربية والحلم العربى والهدف العربى الواحد. وأعلم جيدا أن هناك من عاش تلك الأيام وأكتوى بنار أحلامها التى طارت مع الخلافات.. وأعلم أيضا أن هناك من عاش تلك الأيام واحتوى أفكارها وأناشيدها..
** فى افتتاح المؤتمر قدمت أوركسترا الشباب الرياضة أغنية بعنوان القاهرة، وثم ثلاث أوبريتات، الأول بعنوان الوطن الأكبر. والثانى بعنوان الجيل الصاعد، والثالث بعنوان صوت الجماهير. والأوركسترا تحت قيادة المايسترو عز الدين طه، والفريق كله من شباب، فريق العازفين وفريق المطربين، وهو أمر يسجل لكل من أسس هذا الفريق..
** تفاعل الحضور من الأشقاء العرب مع أوبريت الوطن الأكبر. صفقوا كثيرا للحن والكلمات. لحن الحلم فى زمن الأحلام الجميلة بكل ما فى اللحن من حماس وشجن. وصفقوا لكلمات يرونها معبرة عنهم حتى لو لم يكن أيا منهم عاصر زمنها، لكن أن تمضى السنوات، ويتابع الحضور نشيدا قادما من سنوات الستينيات يحتفلون به، فهذا دليل على صدق الحلم، ودليل على تجدد الحلم.
** صفق الحضور من الأشقاء العرب ومن الشباب المصرى الذين احتشد بهم مسرح مركز المنارة لأوبريت الجيل الصاعد وأوبريت صوت الجماهير بنفس الحماس الذى استقبلوا به نشيد الوطن الأكبر، وكان ذلك أيضا احتفالا بالألحان التى عاشت والكلمات التى عاشت كل تلك السنوات ومازالت حية فى الوجدان، فهى لو كانت غير صادقة أو غير حقيقية لما حركت المشاعر الوطنية بعد مضى نصف قرن
** لقد عشنا زمن الأغنية الوطنية التى نشدو بها فى كل وقت وليس فى المناسبات الكبرى. كان جيلنا يحفظ الكلمات. ويقفز مع الألحان. ويشعر أنه هو المطرب وهو الصوت وهو الآلة الموسيقية التى تعزف وتنطق.. وسوف يقرأ البعض وربما كثير من البعض تلك الكلمات، ويجد نفسه راغبا فى التعليق الرد بما ألت إليه الأحلام من كوابيس ترتب عليها تمزق العالم العربى اليوم، إلى دول تحارب تفتتها، وإلى دول تحارب من أجل حياتها واستقرارها.. وهذا ليس ذنب زمن الحلم.. فلو كانت نصف الحلم تحقق لكانت الأمة العربية اليوم أقوى ألف مرة مما هى عليه.