غزال شارد..
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 15 يونيو 2010 - 10:17 ص
بتوقيت القاهرة
السرعة والأداء الجماعى والمنظم، من مهارات كرة القدم اليوم ومن أوجه الجمال فى اللعبة. وكان ذلك وراء الإعجاب والاستمتاع بما قدمه منتخب ألمانيا أمام أستراليا، التى بدت بلا حيلة إزاء قوة المانشفت. ونجح لوف فى رد سمعة الكرة الألمانية، وشكل فريقا شابا، متوسط أعمار لاعبيه 25 عاما،
وتسلح بقوة هجومية صاعقة وضاربة تمثلت فى الرباعى كلوزة، وبودولسكى، وتوماس موللر، وأوجيل، وكلهم من أصحاب السرعات، وكانوا يهاجمون ويجرون ويمرحون فى ظلال أشجار الكافور الأسترالية العملاقة..
أعطى لوف درسا للمدربين بعدم الضغط لمطالب الصحافة والإعلام، حيث تعرض للنقد بسبب ضم ميلوسلاف كلوزة لصفوف المنتخب وهو لم يسجل سوى ثلاثة أهداف فى الدورى مع ناديه بايرن ميونيخ.. وكان هدف كلوزة من أجمل الأهداف التى سجلها الألمان فى مرمى أستراليا.
ويكمن جماله فى الجملة التى نفذت وانتهت به، وفى تمريرة الشاب والقائد فيليب لام الذى أرسل كرة عرضية إلى حيث يجب أن يكون أو يقابلها كلوزة، وليس إلى حيث كان أو يقف.. وهكذا فى كرة القدم أوجه جمال تخفى على الكثيرين..
منتخب أستراليا لم يخيب توقعاتنا، فهو فريق يملك القوة وينقصة العقل، وبدا لى أن كل لاعب بالمنتخب يمسك بكتاب كرة القدم، ويقرأ فصل الضغط على الخصم أو فى باب التمرير، كلما أوشك على أداء واجب دفاعى أو هجومى.. وكانت المفاجأة أن أداء الألمان جاء كله من خارج المقرر، فأصاب تلاميذ أستراليا باليأس.. كان الله مع طلبة الثانوية العامة وطلبة أستراليا..؟!
دافع رابح سعدان عن عبدالقادر غزال وعن الشاوشى، وقال إنهما ليس سبب الخسارة أمام سلوفينيا. ودفاع سعدان عن اللاعبين له أسبابه المعنوية. وهذا مفهوم. وأضيف أن الشاوشى قام بإنقاذ رائع لم يتذكره أحد، وأن حماس غزال وراء طرده، ولا أبرر حماسه الزائد لكنه حين دخل الملعب كان كمن يطلق غزالا فى الغابة دون أن يتمتع بخبرة الحياة فى الطبيعة، فكان «غزال شارد».
ثم إنه ليس صحيحا أن الشاوشى وغزال وحدهما وراء الخسارة، فأين كان أفراد خط الدفاع بوقرة، وحليش ويبده وبلحاج عندما سدد كورين كرته الضعيفة.. وأين كان لاعبو الوسط الجزائرى لماذا تركوه يسدد ولم يقابله أحد منهم بجدية؟!
الإعلام دائما يتعلق بآخر صورة فى المباريات أو بأسطع ضوء، سلبيا أو إيجابيا.. بينما التحليل الفنى والموضوعى يقول إن أداء سلوفينيا والجزائر أخرج لنا مباراة متواضعة، والأداء يتضمن الجمل والتحركات بالكرة وبدونها، والواجبات الدفاعية والهجومية، وغيرها من مهارات كرة القدم، فماذا قدم الفريقان ليفوز أحدهما؟!
حتى الآن، أقول حتى الآن، لأن الأمور قد تتغير بصورة درامية، وإن كنت أستبعدها، حتى الآن يمكن القول إن منتخبات فرنسا وأوروجواى، واليونان، وسلوفينيا وأستراليا تبشرنا بتقديم درس عجيب فى تلك البطولة، وهو: الفشل دون عناء..؟!