عسل إسود
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الخميس 15 يوليه 2010 - 5:14 م
بتوقيت القاهرة
ــ بعد حالة كأس العالم وما فيها من جمال فى الأداء والأخلاق والألوان يبدو التعليق على ما جرى باستاد التتش من شغب وعنف من جانب جماهير الأهلى فى مباراة ودية، يبدو مثل عودة مواطن من الهجرة أو الغربة لمدة 20 عاما.. وما جرى على أى حال مرفوض، وهو تكرار ممل أن نشد على ذلك.
فلماذا الاعتداء على رجال أمن. لماذا العنف.. ولماذا تدمير موقع ملعب الفريق الذى تشجعه وتؤيده.. ولماذا سب عصام الحضرى.. ألم ينل الأهلى حقه من سيون ومن حارسه؟.
ــ مواجهة الشغب والخروج عن القانون العام لا بد أن يواجه بكل عزم وبكل حزم.. ويبدو لى أنه لا بد من العودة من شهر الهجرة الممتع إلى جنوب أفريقيا حيث كانت بطولة كأس العالم. سوف نعود إلى «موسم الخناقات» (موسم الانتقالات سابقا)..
سوف نعود ويطالبنا الناس بإبداء الرأى فى قضية جدو، وهل هو من حق الزمالك أم من حق الأهلى؟ وسوف يطالبنا الناس بإبداء الرأى فى انتقال الحضرى إلى الزمالك.. وهل ذلك لمصلحة حراسة المرمى فى النادى أم ضد مصلحة حراسة المرمى فى النادى؟.
ــ لا يطالبنا الناس بإبداء الرأى فى قضايا رياضية حقيقية، وإنما هم يطلبون أحكاما من حكم.. وعندما لا يكون الحكم على هوى المتلقى أو السائل أو المتهم.. فالذى حكم كان من حزب الأهلى أو من حزب الزمالك.. إذن هل عدنا من الهجرة؟
ــ عفوا لم نعد بعد.. فأحسن لاعبى هولندا فى تاريخها، يوهان كرويف، وصف أداء منتخب بلاده فى المباراة النهائية بأنه كان قبيحا وسيئا.. وقد كان عنف لاعبى هولندا بالفعل قبيحا، بجانب أسلوب الفريق الدفاعى الخالى من الخيال. لم يقل كرويف الحكم ظلمنا. التاريخ ظلمنا. أو أن الحكم تأثر برأى الأخطبوط (هذا أمر وارد فى ملاعبنا فقط)!.
ثم انظروا إلى احترام لاعبى هولندا للانتصار الإسبانى بعد المباراة.. فلا عصبية، ولا رفض لتبادل المصافحة والسلام والتهنئة.. وتذكروا أن فرنسا قامت ولم تقعد على رأس منتخبها، لأن أخلاق لاعبيه سيئة، هزت مبادئ العمل الرياضى وقاعدة احترام المدرب..
لم تهتز فرنسا بسبب الخروج من المونديال أو بخسارة مباراة.. إنما قلة الأدب هى التى هزت البلد والبرلمان والرئيس الفرنسى.. هل نتعلم يوما ما؟!
ــ أداء قناة الجزيرة فى المونديال كان رفيعا ومهنيا ومحترفا. تغطية رائعة.. نعم هناك عنصر المال والإمكانات. لكن مال بلا عقل يديره باحتراف يساوى نكتة كبيرة. ومال تديره عقول محترفة ومهنية يساوى تغطية الجزيرة لكأس العالم.. برافو لفريق العمل كله..
ــ عدنا من الهجرة.. عدنا إلى الأذان فى مالطا.. أهلا بكم فى فيلم «عسل إسود.. و..(...)».