إعلانات الصحة.. مرة أخيرة
ليلى إبراهيم شلبي
آخر تحديث:
الجمعة 15 يوليه 2016 - 9:20 م
بتوقيت القاهرة
رحل شهر رمضان الكريم تاركا وراءه عددا من القضايا الاجتماعية مشتعلة الأوار، ما يخصنا منها هو قضية إعلانات المؤسسات الصحية المختلفة التى تستهدف الضمير الدينى للإنسان المصرى خلال أيام الشهر الفريد بين شهور السنة.. انشغل الجميع بالإعلانات التى تمايز بعضها باللمسة الفنية والألوان البهيجة والوجوه المحبوبة من الفنانين، بينما جاء البعض الآخر مقتحما كمحاكم التفتيش يستنطقك ويستحلفك كأنها قد استخلفه الله لحسابك فى الدنيا قبل أن يستدعيك للآخرة. هناك أيضا الإعلانات التى تحمل صيغة «أفضل»: أفضل رعاية، أكبر مؤسسة.. فى النهاية الأمر كان سباقا محموما بين الجميع للوصول إلى قلب وعقل الإنسان المصرى فى أيام هى افتراضا أقرب إلى الله يبتغى رضاه ببذل ماله فى عمل الخير.
لست على الإطلاق ضد أحد من كل هؤلاء وافتراض حسن النية فى الجميع هو المبدأ الذى لا أحيد عنه لكنى بعقلى وقلبى مع المريض الذى يدهس العجز كرامته وهو يبحث عن ضالته فى العلاج والصحة.
أيضا مع مراكز الدولة والتى من المفترض أنها وجدت من أجل الجميع بلا استثناء تلك فى الواقع مراكز إذا ما تقدم المجتمع المدنى لدعمها لكانت العمود الفقرى لمشروع جديد ترتكز عليه الدولة لتقديم خدمة إنسانية صحية لمواطنيها.
يجب أن نكف تماما عن الكلام وأن تنتهى جملة الاتهامات الموجهة لأصحاب المؤسسات ففى هذا مضيعة للوقت والجهد، بل ينتهى الأمر دائما إلى نهاية مفتوحة تظل قائمة حتى رمضان الذى يلى والناس فى حيرة لا تنتهى.
كنت أتمنى لو أن مجلس النواب كان من الوعى والمسئولية فيلتقط بداية الخيط لتبدأ مناقشة قضية قبول التبرعات لدعم قضايا الصحة فى مصر والانتهاء إلى تشريع يضع كل شىء فى نصابه.. لكنى فوجئت الأسبوع الماضى بتصريح فى العلن لرئيس لجنة الصحة فى المجلس الموقر عن فوائد ختان المرأة الصحية، معلنا أن تلك مسئولية شيخ الأزهر، ولا يسأل فيها وزير الصحة أو غيره. لنا الله من قبل ومن بعد، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
لماذا لا تتولى وزارة الصحة إعداد ملفات لمراكز الدولة الطبية ومؤسساتها التى ترى أنها تحتاج الدعم وأن ذلك الدعم يضمن لها أداء أفضل لخدماتها.. أن يضم الملف معلومات صحيحة دقيقة لا لبس فيها ولا مبالغة عن إمكانيات تطوير المستشفى لخدمة عدد أكبر وبقدرات وخدمات أفضل. الأمر بلا شك يمكن مناقشته بالتفصيل وبصورة أكثر خصوصية لكل مستشفى عام كان أو متخصص.
أنا أضمن مجموعة من أكثر الزملاء دراية بالأمر يعملون بأجر عظيم يرتجى عند الله سبحانه.. سباقون للخير لا يعلنون عن أعمالهم إنما هى تعلن عنهم فقط بقصد التأصيل للمبدأ ودعم دور العمل الاجتماعى العام. فهل نبدأ؟