تعالوا نبنى وكفانا انقسامًا
الأب رفيق جريش
آخر تحديث:
الأحد 15 سبتمبر 2013 - 8:00 ص
بتوقيت القاهرة
لا شك أن مجتمعنا بعد الذى عشناه من صعوبات وآلام وأحزان وارهاب وعنف يعيش أزمة شك وريبة، فما إن نقابل أحدا حتى نتساءل فى داخلنا يا ترى من هذا؟ ومن هو؟ هل هو من التيار (كذا) أو (كذا)؟ هل يا ترى من الخلايا النائمة ويظهر ما لا يبطن؟ هل تحت هذه اللحية إرهابى وتحت علامة الصلاة على الجبين متعصب يرفضك ويريد إقصاءك؟ هل أفكار هذا السياسى اليوم هى التى كانت بالأمس ولماذا لم يعبر عنها؟ ولماذا تغير أو تلون؟ أسئلة كثيرة وربما غيرها تدور فى الخلد وتزاحم بعضها البعض وكلها فى لحظة واحدة وكلها تريد أن تستقرئ الآخر وهذه الحالة هى حالة انقسام مكللة للأسف بالشك والريبة وأظن أن مجتمعنا إذا أراد أن ينطلق إلى آفاق جديدة عليه أن يتصالح مع نفسه أولا، وهذه مسئولية كل شخص ذى إرادة صالحة يريد لهذا الوطن أن ينتقل إلى مرحلة البناء أن يرى فى نفسه أداة سلام ووحدة وليس أداة عراك وانقسام.
فنحن أمام طريقين إما أن نعمق الأزمة والأزمات التى نعيشها وننظر اليها نظرة سلبية منغلقة على الريبة والشك. وعدم قبول الآخر أو ننتقل إلى النظرة الإيجابية ونجعل من هذه الأزمة فرصة للنمو والشخصى والمجتمعى بعد أن نستخرج الدروس المستفادة ونجعلها فرصة لخدمة الآخر.
فبدلا من أن ينغلق الإنسان على نفسه وعلى ذاته مصرا أن يحقق فقط مشيئته وأفكاره ومرتكزا على سلطانه أو قوته أو حتى انتصاره على الآخر، عليه أن ينفتح كلية عليه ويجعل منه محور الارتكاز والاهتمام والخدمة، فبدلا من إدانة الآخر والآخرين لا بأس من أن نستخرج القشة التى فى أعيننا أولا ونقر ونعترف نحن أيضا بأخطائنا فالحالة التى وصلت اليها مصر ليست فقط بسبب أخطاء وأفعال جماعة الاخوان ولكنها أيضا خطايا متراكمة منذ سنوات طوال من الإهمال والتكاسل والفساد والانحراف والاستغلال قد أكون أنا واحدا بينهم.
لذا من المهم أن يواجه مجتمعنا هذه الأزمة بدلا من أن الإنكار أو التعامل بعنف مع الآخر أو حتى استغياب للأزمة انما مواجهتها والعمل على الاسترجاع اللين بالحوار والصبر وطول الأناة بهدف استرجاع الآخر وإنهاء حالة الانقسام والريبة والشك بشرط أن يكون الآخر أيضا حسن النية ونابذ للعنف ممددا قلبه قبل يده إلى المجتمع المصرى ككل، حتى يشارك الجميع فى بناء مصر الجديدة.