منتخبان ومباراتان وهدفان!
حسن المستكاوي
آخر تحديث:
الثلاثاء 15 أكتوبر 2019 - 11:05 م
بتوقيت القاهرة
** بعيدا عن الرأى الانطباعى رغم صدقه.. كيف كانت تجربتا المنتخبين الأول والأولمبى؟
**منتخب بتسوانا لا يملك مهارات فردية ولا مهارات تكتيكية. لكنه دافع جيدا. من ناحية الانتشار العرضى. وإغلاق الطرفين كما أغلق العمق. وهو الأمر الذى أجهد لاعبى مصر. فكلما تسلم لاعب الكرة أمام صندوق بتسوانا يجد لاعبا أو لاعبين يمارسان الضغط. وهذا الفريق مسلح بلياقة بدنية وسرعات مسافات قصيرة سمحت للاعبيه بأداء هذا الدفاع المجهد. لكنه بالطبع لم يمثل أى تهديد لمرمى المنتخب الوطنى.
** الهدف الوحيد جاء من جملة دفاعية. بدأها حجازى، إلى محمود علاء فى مركز الجناح الأيمن، الذى أرسل الكرة العرضية قوية لتمر من المتابع حسام حسن وتذهب إلى حمدى فتحى المقبل من وسط الملعب ليسجل.. وكل اسم من هؤلاء يمكن أن نقف أمامه، وحمدى فتحى تحديدا يتقدم ويقتحم منطقة الجزاء فى مباريات كثيرة مع الأهلى، فهذا جزء من مهامه. لكنهم جميعا أدوا جملة فيها عنصر المفاجأة الذى فتح ثغرات فى دفاع بتسوانا.. وقد كانت هناك للفريق ثلاث فرص تهديف أهدرها كوكا الذى يعانى من ضغط رهيب نتيجة الآراء التى تصله فى مستواه مع المنتخب.. وهدف واحد كان سيغير شكل المباراة مبكرا.
** افتقد الفريق السرعة فى التمرير وفى التحرك المستمر فى مواجهة الدفاع البتسوانى، وافتقد الجملة الصحيحة فى الأطراف المغلقة لفتح ثغرة منها. ومن أهم تلك الجملة ضرورة التعاون بين ثلاثة أو أربعة لاعبين فى الجناح. فالكرة التى يتسلمها فتحى يقترب منه الشحات والسعيد أو الننى لتبادل الكرة فى مثلث ثم أرسالها عرضية كأحد أهم الحلول لاختراق الدفاع.
** المباراة أيضا لم تكن بحاجة إلى طارق حامد بعد 30 دقيقة، وكان الوسط يحتاج إلى تغيير مبكر. لأن مهام طارق حامد دفاعية كبيرة أمام الفرق التى تهاجم وليس له دور أمام فريق لا يعبر خط منتصف الملعب. كذلك الأمر بمحمد الننى. الذى لم يعبر عن نفسه مع المنتخب كما يجب وكما يليق بلاعب انضم لصفوف آرسنال، والفريق افتقد أيضا اللاعب السوبر القادر على الإبداع والابتكار والتصرف فى أضيق المساحات.. افتقد صلاح.
** بالنسبة للمنتخب الأولمبى، فقد كان فريق جنوب إفريقيا سريعا جدا أمام لاعبينا.. وتلك السرعات ترتب عليه تراجع خط الوسط لمساندة الدفاع لأن الفريق الضيف يستخلص الكرة سريعا، ويستردها سريعا، ويبنى هجوما سريعا، وبالسرعة نفسها يرتد للدفاع.. فكانت النتيجة أن 95% من هجمات المنتخب الأولمبى ناقصة العدد.. لاعبان ضد خمسة لاعبين. أو ثلاثة ضد ستة لاعبين. وهو ما دفع رمضان صبحى إلى بذل جهد فردى كبير حتى أحرز المنتخب الهدف الوحيد من ضربة جزاء.. لتظل السرعة نقطة ضعف.. وعلاجها تحرك أفضل من جانب اللاعبين، كى تجرى الكرة بتبادلها أفضل من جرى لاعبينا للفوز بالكرة..!
** جنوب إفريقيا كانت تجربة صعبة وقوية فيها جرس إنذار. ومباراة بتسوانا فيها أيضا جرس إنذار فماذا يفعل المنتخب أمام فريق يتكتل للدفاع؟ ما هى الحلول التى يجب أن يبحث عنها حسام البدرى وجهازه؟ علما بأن المباريات الأصعب حين نواجه منتخبات قوية تهاجم بشراسة ومهارة وتدافع بقوة وصلابة.
** منذ سنوات نطالب باللعب مع أقوى المنتخبات، لأن المنتخب فى نهائيات الأمم الإفريقية يواجه أقوى فرق القارة، وحين يتأهل لكأس العالم يواجه روسيا وألمانيا وأوروجواى والبرازيل وإنجلترا. قلنا ذلك ألف مرة. لكن اختيار بتسوانا هذه المرة كان بداية ضرورية فى ظل الظروف التى تمر بها الكرة المصرية كما أوضحت قبل المباراة. فاللعب مع البرازيل مخاطرة. وهو أمر لا تخاطر ولم تخاطر به نيجيريا والسنغال ولن تخاطر الجزائر حين تلعب مع فرنسا.. فالمنتخب الوطنى يمر بمرحلة انتقالية شديدة الصعوبة.